عدمي فأين التخلص من وساطة الامكان ثم الامكان (1) وإن كان صفه ثابته للممكن لكن ليس ذات الممكن وحقيقته محض حيثية الامكان حتى لا يكون لها حيثية أخرى سوى كونه ممكنا وخصوصا عند المشائين القائلين بان الوجودات العارضة لها حقائق متخالفة الذوات المشتركة في مفهوم شامل عرضي فكيف يلزم من نفى وساطة الامكان نفى وساطة الوجود فلا يمكن التمسك في اثبات هذا المطلب الشريف بتلك الحجة الضعيفة.
واما ذكره صاحب الاشراق في الهياكل بقوله والجواهر العقلية وان كانت فعاله الا انها وسائط جود الأول وهو الفاعل وكما أن النور القوى لا يمكن النور الضعيف من الاستقلال بالإنارة فالقوه القاهرة الواجبة لا تمكن الوسائط لوفور فيضه وكمال قوته وفي حكمه الاشراق بقوله وكماله يتصور استقلال النور الناقص بتأثير في مشهد نور يقهره دون غلبه التام عليه في نفس ذلك التأثير فنور الأنوار هو الغالب مع كل واسطه والمحصل فعلها والقائم على كل فيض فهو الخلاق المطلق مع الواسطة ودون الواسطة ليس شان ليس فيه شانه فهو وإن كان في القوة والمتانة أقوى من الحجة السابقة عند العالم بقواعد حكماء الفرس والأقدمين بل يمكن تتميمه بقواعد اشراقية لكن بحسب ظاهر الامر اقناعي لا يجوز الاكتفاء به في أسلوب المباحثة والمناظرة ولنا بفضل الله والهامه برهان حكمي على هذا المقصد العالي ستطلع عليه إن شاء الله تعالى.
تعقيب وإشارة الفاعل الناقص يحتاج إلى حركه وآلات حتى يصدر ما في نفسه محصلا في المادة والفاعل الكامل هو الذي يتبع الصورة الموجودة في ذاته وجود الصورة في مادتها ثم إذا ثبت في الوجود فاعل أول ومبدء