اقتران شئ معها وبين اعتبارها بشرط عدم الاقتران أو الخلط (1) بين الواحد بالمعنى والواحد بالعدد والوجود حتى يلزم من كون الانسانية واحدا بالمعنى كونها واحدا بالعدد والوجود وهو بعينه يوجد في كثيرين والجهل بان الانسان إذا لم يكن في حد ذاته شيئا من العوارض كالوحدة والكثرة لزم ان يكون القول بان الانسان من حيث هو انسان واحد أو ابدى أو غير ذلك مما هو معاين لحده قولا مناقضا أو الظن (2) بان قولنا الانسان يوجد دائما معناه ان انسانية واحده بعينها باقيه كيف والتفرقة بين هذه الأمور والتمييز بين معانيها مما لا يخفى على المتوسطين من أولى ارتياض النفس بالعلوم العقلية فضلا عن أولئك العظماء.
وقال المعلم الثاني في كتاب الجمع بين رأيي أفلاطون وأرسطو انه إشارة إلى أن للموجودات صورا في علم الله تعالى باقيه لا تتبدل ولا تتغير وبين ذلك بعض (3) المتأخرين حيث قال إن في عالم الحس شيئا محسوسا مثل الانسان مع مادته وعوارضه المخصوصة وهذا هو الانسان الطبيعي ولا شك في أن يتحقق شئ هو الانسان منظورا إلى ذاته من حيث هو هو غير مأخوذ معه ما خالطه من الوحدة