الهوية العينية إذا كانت امرا خارجا عن الوجود الخاص الذي خصوصيته بنفس ذاته كما مر فأي شئ فيه موجب لمنع الشركة وكذا ما اختاره بعض المدققين من أن تشخص كل شخص بجزء تحليلي له يمكن حمله على الوجود فان الوجود لا يمتاز عن الماهية في الأعيان وما قيل من أن تشخص الشئ بالفاعل فهو أيضا صحيح فان الفاعل مفيد الوجود والوجود عين التشخص فمفيد الوجود هو مفيد التشخص وقد علمت أيضا ان كل وجود يتقوم بفاعله فكل تشخص يتقوم بفاعل ذلك التشخص لكن كلامنا في السببية القريبة لتشخص الشئ المتشخص.
وكذا ما هو مختار لبعض وهو ان (1) تشخص الشئ بارتباطه إلى الوجود الحقيقي الذي هو مبدء جميع الأشياء لأنك قد علمت أن الماهيات انما ترتبط بالجاعل الحق لأجل وجوداتها لا لأجل مفهوماتها في نفسها فبالوجود يرتبط كل شئ إلى علته وهكذا إلى ما هو عله الجميع فالوجودات في الحقيقة ظلال واشراقات له تعالى.
واما ما قال بعض أهل العلم من أن الشخص نفس تصوره يمنع الشركة وليس ذلك بسبب مقوماته فان المقومات لذاتها لا تمنع الشركة ولا بسبب لازم فإنه متفق فلا يمنع الشركة ولا بسبب عارض مفارق فإنه أيضا لا يمنع الشركة فتعين ان يكون بسبب المادة.
فيجب حمله على التميز الذي هو شرط للتشخص فان الهيولى حالها في التشخص ومنع الشركة بحسب التصور حال غيرها بل النوع المتكثر الافراد ما لم يتخصص المادة الحاملة لافراده بوضع خاص وزمان خاص لا يوجد فرد منه دون غيره