أسلفنا ذكره فان الواحد العددي لا يتصور ان يكون في أمكنه كثيره ولو كانت انسانية افراد الناس امرا واحدا بالعدد لزم كونه عالما جاهلا ابيض اسود متحركا ساكنا إلى غير ذلك من المتقابلات وليس نسبه المعنى الطبيعي إلى جزئياته نسبه أب واحد إلى أولاد كثيرين كلهم ينسبون اليه بل كنسبة آباء إلى أبناء نعم المعنى الذي يعرض له انه كلى في الذهن يوجد في كل واحد وليس كل واحد انسانا بمجرد نسبته إلى انسانية تفرض منحازة عن الكل بل لكل واحد منها انسانية أخرى هي بالعدد غير ما للاخر واما المعنى المشترك فهو في الذهن لا غير فصل [2] في الكلى والجزئي الكلى على الاصطلاح الذي معناه بحسب ذلك أنه يحتمل الشركة أو لا يمنع الشركة يمتنع وقوعه في الأعيان فإنه لو وقع في الأعيان حصلت له هويه متشخصة غير مثالية فلا يصح فيها الشركة.
فان استشكل أحد بان الطبيعة الموجودة في الذهن لها أيضا هويه موجوده متخصصة بأمور كقيامها بالنفس وتجردها عن المقدار والوضع وكونها غير مشار اليه بل كل واحده من الصور العقلية صوره جزئيه في نفس جزئيه فامتنع اشتراكها أولا ترى ان الصورة الموجودة في ذهن زيد يمتنع ان يكون بعينها موجوده في أذهان متعددة (1) فان كانت الصورة العقلية كليتها باعتبار المطابقة فالجزئيات أيضا