الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ١٦٩
فان المعلول لا يتصحح له وجوده الخاص الناقص المعلولي في مرتبه ذات العلة بوجودها الخاص الكاملي العلى وهذا على خلاف الامر في العلة (1) فان وجودها واجب في مرتبه هويه المعلول ومحيط بها فثبت مما ذكرناه ان وصفى الترتب والاجتماع في مرتبه من المراتب القبلية انما يتحقق في السلسلة المفروضة في جهة هي التصاعد والتراقي لا في جهة خلافها وهي جهة تنازل السلسلة وتسافلها فالبراهين ناهضه على اثبات انقطاعها في تلك الجهة لا على اثبات الانقطاع في هذه الجهة هذا ملخص ما افاده شيخنا السيد دام ظله العالي.
[فصل 5] في الدلالة على تناهى العلل كلها البراهين المذكورة دلت على أن العلل من الوجوه كلها متناهية وان في كل منها مبدء أول وان مبدء الجميع واحد وذلك لان الفاعل والغاية لكل شئ هما اقدم من المادة والصورة بل الغاية اقدم عن العلل الباقية فيما يكون الفاعل له غير الغاية لان الغاية عله فاعليه لكون الشئ فاعلا فإذا ثبت تناهى العلل الفاعلية والغائية ثبت تناهى العلل المادية والصورية لأنهما اقدم من هاتين على أن الصورة أيضا من العلل الفاعلية باعتبار فهي داخله في طبقه الفاعل كالغاية فالبيان الدال (2) على تناهى سلسله الفواعل يصلح ان يجعل بيانا لتناهي جميع طبقات العلل

(1) فليس للمعلول شان الا وللعلة معه شان ولكن للعلة شان ليس للمعلول معه شان ولا يخفى انه لا يثبت مما ذكر الا انتفاء وصف الاجتماع في التنازل لا وصف الترتب الا ان يكون مراده مجموع الوصفين معا س ره.
(2) تفريع على جميع ما سبق لا على قوله على أن الصورة الخ فصح عموم قوله جميع طبقات العلل س ره.
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست