الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٢
بسم الله الرحمن الرحيم المرحلة الرابعة في الماهية ولواحقها وفيه فصول فصل [1] في الماهية ان الأمور التي تلينا لكل منها ماهية وانية والماهية (1) ما به يجاب
(1) تعريف ذكره القوم للماهية المبحوث عنها وليس بحد بل هو تعريف لفظي لان مفهوم الماهية ليس من الماهيات الخارجية التي حصروها في المقولات العشر بل هو من الاعراض العامة المحمولة على جميع المقولات وأنواعها والفرق بين هذا التعريف وبين التعريف المذكور في قوله وقد يفسر بما به الشئ هو هو الخ ان اخذ الجواب عن السؤال في هذا التعريف يدل على كون المعرف بالفتح امرا معقولا جائز الحلول في الذهن ولا ينطبق هذا من الأمور الخارجية الا على حيثية ماهيتها دون حيثية وجودها وخارجيتها المقابلة للذهن واما قولهم ما به الشئ هو هو فكما يجوز انطباقه على حيثية ماهية الأشياء كذلك يجوز صدقه على حيثية وجودها فيكون التعريف الثاني أعم مطلقا كما ذكره رحمه الله واما المراد من تعريف الماهية بما يجاب به عن السؤال بما هو فبيانه ان الذي عرفناه من الماهية في مباحث الوجود بمعونة البراهين التي سيقت فيها ان الحقائق الخارجية أو أكثرها مؤلفه من حيثيتين مزدوجتين حيثية الوجود الابية عن الورود في الذهن وحيثية الماهية التي تتحد مع الوجود الخارجي في الخارج ومع الوجود الذهني في الذهن وبعبارة أخرى تحل الذهن معقوله وربما توجد في الخارج ولا حيثية ثالثه لهما ومن هنا قضينا ان جميع المفاهيم المعقولة التي تحكى عن الوجودات الخارجية بما هي وجودات أولا تنطبق على الأعيان بوجه ليست بمفاهيم ماهويه وانما هي من تعملات العقل وعناوين ذهنية لا موطن لها الا الذهن فليس بحسب الحقيقة في وعاء العين الا الوجود والماهيات الموجودة به واما سائر المفاهيم المعمولة في الذهن فهي مسلوبة عنه لا خبر عنها في الأعيان فالذي نشير اليه بقولنا هو بالحقيقة من غير اي مجاز مفروض هو ما وقع من الشئ في العين وليس الا وجوده الحقيقي وماهيته التي يعبر عنه بالذات واما سائر المفاهيم غير الماهوية حتى لوازم الماهيات كزوجية الأربعة وفردية الثلاثة فإنها لكونها من تعمل الذهن مسلوبة عن العين مفهوما وان كانت ربما تحققت فيها مصداقا كما عرفت فقد تبين ان الذات المعبر عنها بالماهية هي المنطبقة على هويه الشئ في العين لا غير فالسؤال عن هويه الشئ المعقولة الذي معناه طلب المفهوم المعقول الذي هو عين هويه الشئ في الخارج باتحاده بها بحيث يمتنع سلبه عنها كيفما فرض لا يقع في جوابه الا الماهية فالماهية هي ما يجاب به عن السؤال بما هو فافهم ط مد.