والطبيعيه الواقعة في سلسله البسائط فبالحقيقة هي من جمله قواها الانفعاليه التي هي حيثية حركاتها وتوجهاتها إلى استكمالاتها الثانوية ليجبر نقصاناتها الأولية طلبا للرجوع إلى المنبع الذي ابتدت منه فهي انما يكون حيثية تشوقها إلى الكمال فالمشتاق وإن كان غير الهيولى لكن من جهة اقترانها بذلك لا بالذات.
واما الجواب عما ذكره الشيخ والتخلص عما أورده من استدلاله على نفى الشوق عن الهيولى فنقول اما قوله اما الشوق النفساني فلا يختلف في سلبه عن الهيولى فممنوع بل غير صحيح على الاطلاق فان المادة وان كانت بحسب اعتبار العقل إياها مجرده عن الصور امرا عدميا وبحسب اعتباره إياها مطلقه ماهية ناقصه مبهمه في غاية الابهام لكنها يصلح للتحصل والتعين بحسب ما يحصلها ويعينها من الصور الجمادية والنباتية والحيوانية التي شانها تقويم وجود الهيولى محصله وتحصل نوعيتها متقرره فهي اذن باعتبار تحصلاتها النفسانية الحيوانية يكون لها أشواق نفسانية إلى كمالات يليق بالنفوس سواء كانت فلكيه أو عنصريه مجرده أو منطبعه باعتبار تحسراتها النفسانية النباتية يكون لها أشواق نباتيه إلى كمالات نباتيه كالتغذى والتوليد وباعتبار تحصلاتها الطبيعية يكون لها أشواق طبيعية من التحفظ على الاشكال والأوضاع والتحيز في الاحياز إلى غير ذلك من الخيرات والكمالات اللايقه بحال الأجسام الطبيعية البسيطة والمركبة.
واما قوله واما الشوق التسخيرى إلى آخره فغير صحيح لما ذكرنا من اثبات (1) المقدمة الممنوعه.
واما قوله ولقد كان يجوز ان يكون الهيولى مشتاقه إلى الصور لو كان هناك خلو عن الصور كلها.
فنقول قد ظهر مما ذكرناه ان للهيولي بحسب استعدادها للأشياء شوقا