وكذا لا يقولون (1) لرائحة المسك مثال وللمسك مثال آخر ولا لحلاوة السكر مثال وللسكر مثال آخر بل يقولون إن كل ما يستقل من الأنواع الجسمانية له امر يناسبه في عالم القدس حتى يكون كل نور مجرد من أرباب الأصنام في عالم النور المحض له هيات نورانية من الأشعة العقلية وهيات اللذة والمحبة والعز والذل والقهر وغير ذلك من المعاني والهيات فإذا وقع ظله في العالم الجسماني يكون صنمه المسك مع ريحه الطيبة والسكر مع الطعم الحلو أو الصورة الانسانية أو الفرسية أو غيرهما من الصور النوعية على اختلاف أعضائها وتباين تخاطيطها وأوضاعها على التناسب الموجود في الأنوار المجردة هذه أقوال هذا الشيخ المتأله في هذا الباب ولا شك انها في غاية الجودة واللطافة لكن فيها أشياء منها عدم بلوغها حد الاجداء حيث (2) لم يعلم من تلك الأقوال ان هذه الأنوار العقلية أهي من حقيقة أصنامها الحسية حتى أن فردا واحدا من جمله افراد
(٥٩)