في دفع هذا الاشكال في اجزاء الزمان سيجئ في موضعه إن شاء الله العليم تنبيه إياك ان تزل قدم عقلك في هذا المقام وتقول إذا كانت وجودات الممكنات كلها تعلقية غير مستقله في ذاتها فيلزم اتصاف الباري جل ذكره بسماه الحدوث وقبوله للتغيرات وبالجملة كونه محلا للممكنات بل الحادثات فثبت وتذكر ما لوحناه من قبل وهو ان وجود الاعراض والصور الحالة في الموضوعات والمواد هو من اقسام وجود الشئ في نفسه على جهة الارتباط بغيره الذي هو الموصوف فلا بد ان يكون لها إذا اخذت على هذا الوجه وجود في أنفسها مغاير لوجود ما يحل هي فيها وهاهنا نقول ليس لما سوى الواحد الحق وجود لا استقلالى ولا تعلقى بل وجوداتها (1) ليس الا تطورات الحق باطواره وتشئوناته بشئونه الذاتية.
وأيضا كل ما يطلق عليه اسم الصفة سواء ا كان من باب العرض أو الصورة فلا بد ان يكون له مدخليه في كمال الموصوف اما بحسب قوام وجوده وتمام نوعيته وهو الكمال الأول للشئ والصورة المنوعة له أو بحسب فضيله ذاته وكمال شخصيته وهي الكمال الثاني والعرض اللاحق الذي به يحصل الزيادة والنفل على فريضة أصل التقوم وأول التمام فكل ما يتصف بصفه فإنما يتصف بها لتطرق نقصان وخلل وقصور قبل هذه الصفة اما بحسب الفطرة الأولى واصل فريضة التجوهر واما بحسب الفطرة الثانية وفضيله وجوده والموجود الحق جل اسمه مقدس عن هذين القصورين وعن جميع شوائب النقص لأنه بحسب ذاته تام وفوق التمام وبحسب صفاته الذاتية فاضل وفوق الفضيلة لأنه غير متناهي القوة والشدة لا يمكن فرض كمال فوق كماله الذي بحسب أصل ذاته ولا يتصور فضيله وراء فضيلته التي هي في مرتبه قوامه الأولى وما سواه رشحات فيضه ولمعات نوره الحاصلة بعد تمامه وكماله في ذاته الممجده