أصلا وانما هي معدات لصلوح القوابل والمواد كما علمت فان كل كائن في عالمنا هذا لا بد من سبق العدم عليه وجعله من الأسباب معناه تخليه المادة عن الصورة السابقة ليمكن قبولها اللاحقة وكذا الأمور (1) التدريجيه لذواتها كالزمان وحركه وما يستلزمهما لا بد في حدوث كل من افرادها من زوال ما وجد منها بالفعل وكذا حكم المتصلات القاره والتعليميات في أن حضور كل جزء أو جزئي منها في مكان يستلزم زوال الاخر وغيبته عن ذلك المكان لنقص وجودها عن قبول الاستيعاب فصل [36] في أن القوى الجسمانية لا تفعل ما تفعل الا بمشاركه الوضع لما ثبت وتحقق ان المفتقر في وجوده إلى شئ مفتقر اليه في فعله فقد ثبت هذا المطلب بالقوة القريبة من الفعل وذلك (2) لان المادة وجودها وجود وضعي وكذلك كل ما يتقوم وجوده بالمادة يكون وجوده وجود امر ذي وضع ولو بالتبع فيكون فاعليته أيضا بحسب الوضع أعني فاعليه ذات وضع ولو بالتبع فما لا وضع لفاعل جسماني بالقياس اليه لم يفعل فيه.
(٣٧٧)