المختلفة غير الوحدة وانك لا تزال تثبت في كل مرتبه من المراتب عين ما تنفيه في مرتبه اخر مثلا تقول ان الواحد ليس من العدد باتفاق المحققين وأهل الحساب مع أنه عين العدد إذ هو الذي بتكرره يوجد الاعداد ويلزمه في كل مرتبه لوازم وخصوصيات وكذلك يصح لك ان تقول لكل مرتبه انها مجموع الآحاد لا غير ويصح لك ان تقول انها ليست مجموع الآحاد فقط لان مجموع الآحاد جنس كل مرتبه من المراتب لان كل مرتبه حقيقة برأسها موصوفه بخواص لا يوجد في غيرها فلا بد لها من امر آخر غير جميع الآحاد فلا تزال تثبت عين ما تنفى وتنفى عين ما تثبت وهذا الامر العجيب بعينه حال العرفاء في باب ما يقولون إن الحق المنزه عن نقائص الامكان بل عن كمالات الأكوان هو الخلق (1) المشبه وإن كان قد تميز الخلق بامكانه ونقصه عن الخالق بوجوبه وشرفه.
وهم وتنبيه لا تصغ إلى من يقول الوحدة من الاعتباريات وثواني المعقولات متشبثا بما يعتمد عليه من أنه لو كانت الوحدة موجوده لكانت له وحده أخرى وهكذا حتى يتسلسل إلى غير النهاية وادفعه بتذكر ما سلف من أن حقيقة الوحدة في واحديته مستغنية عن وحده أخرى يعرضها اللهم الا بمحض اعتبار العقل في مرتبه متأخرة عنها إذ للعقل ان يعتبر للوحدة وحده ولوحده الوحدة وحده أخرى وهكذا وخطرات العقل لا ينتهى إلى حد لا انه يذهب إلى لا نهاية وبينهما فرق والأول غير مستحيل دون الثاني وخلاصه القول إن لفظ الوحدة يطلق بالاشتراك الصناعي على معنيين أحدهما المعنى الانتزاعي المصدري اي كون الشئ واحدا ولا شبهه في أنه من الأمور العقلية التي لا تحقق لها خارجا والاخر