وأن يكون من حيثية أخرى غير حيثية الانسانية فإنه من حيث هو انسان انسان لا غير وليس هو من حيث هو انسان لا فرسا والا لكان المعقول من الانسان بعينه هو المعقول من اللافرس ولزم من تعقل الانسانية تعقل اللافرسيه إذ ليست سلبا محضا بل سلب نحو خاص من الوجود وليس كذلك فانا كثير ما نتعقل ماهية الانسان وحقيقته مع الغفلة عن معنى اللافرسيه ومع ذلك يصدق على حقيقة الانسان انها لا فرس في الواقع وان لم يكن هذا الصدق عليها من جهة معنى الانسان بما هو معنى الانسان فان الانسان ليس هو من حيث هو انسان شيئا من الأشياء غير الانسان وكذا (1) كل ماهية من الماهيات ليست من حيث هي هي الا هي ولكن في الواقع غير خال عن طرفى النقيض بحسب كل شئ من الأشياء غير نفسها فالانسان في نفس ذاته اما فرس أوليس بفرس وهو اما فلك أو غير فلك وكذا الفلك اما انسان أو غير انسان وهكذا في جميع الأشياء المعينة فإذا لم يصدق على كل منها ثبوت ما هو مباين له يصدق عليه سلب ذلك المباين فيصدق على ذات الانسان مثلا في الواقع سلب الفرس فتكون ذاته مركبه من حيثية الانسانية وحيثية اللافرسيه وغيرها من سلوب الأشياء فكل مصداق لايجاب سلب محمول عنه عليه لا بد وأن يكون مركب الحقيقة إذ لك ان تحضر صورته في الذهن وصور ذلك المحمول مواطاه أو اشتقاقا فتقايس بينهما وتسلب أحدهما عن الاخر فما (2)
(٣٧٠)