الوجودات التي هي اظلال للنور الاحدى ورشحات للوجود القيومى ضرب من الاتحاد فيصير احكاما لها ومحمولات عليها فالكاملون علموا الحقائق علما لا يطرء عليه ريب وشك فهم عباد الرحمان الذين يمشون على ارض الحقائق هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما وهم العقول الضعيفة القاصره العاجزه عن ادراك التجليات الإلهية في كل موطن ومقام واما النفوس الابيه الطاغيه فهي غير معظمه لشعائر الله فهم في الحقيقة في جحيم البعد ومضيق الحرمان عن ادراك الحقائق والأنوار الإلهية إذ لا يقبلون الا ما أعطت ذواتهم وقيل فيهم انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم اي جهنم الحرمان عن ملاحظه تجليات الحق واضافته لأنهم حيث اشتبه عليهم الوجودات التي هي نفس فيضات الحق وانحاء تجلياته بلوازم الماهيات التي هي أمور برأسها وأصنام بحيالها فعبدوها ونسبوا الوجود والايجاد في المراتب المتاخره إليها ولم يعبدوا الحق الأول في جميع المراتب وبحسب كل الأسماء لأنهم لم يعلموا ان الحق هو المتجلى في كل شئ مع أنه المتخلي عن كل شئ فسبحان (1) من تنزه عن الفحشاء وسبحان من لا يجرى في ملكه الا ما يشاء.
ذكر اجمالي انظر أيها السالك طريق الحق ما ذا ترى من الوحدة والكثرة جمعا وفرادى فان كنت ترى جهة الوحدة فقط فأنت مع الحق وحده لارتفاع الكثرة اللازمة عن الخلق وان كنت ترى الكثرة فقط فأنت مع الخلق وحده وان كنت ترى الوحدة في الكثرة محتجبه والكثرة في الوحدة مستهلكه فقد جمعت بين الكمالين وفزت بمقام الحسنيين والحمد لله ذي العظمة والكبرياء وله الأسماء الحسنى