ولا يلتفت إليها الا التفاتا قليلا ولهذا يغفل عن بعض صفاتها الخاصة بها وآثارها المنشعبة عن ذاتها بل وجود النفس الغير الكاملة الشديدة التعلق إلى البدن ومشتهاه وجود في غاية الضعف والقصور فادراكها لذاتها أيضا حيث يكون عين ذاتها يكون في غاية الخفاء والفتور فتغفل عنها ويجهل لوازمها وخواصها وآثارها واما النفوس النورية القوية الكاملة المستعلية القاهرة على قواها وجنودها فلا يعزب عن علمها ذاتها وصفاتها ولا قواها وجنودها بل كما شهدت لذاتها شهدت لتوابع ذاتها في مشهد ذاتها فذاتها على كل شئ منسوب إليها شهيد كما سيأتيك بيانه فكن منتظرا فصل [17] في العلة العنصرية وأقسامها ان العنصر لشئ هو الذي له قوه وجود ذلك الشئ اما بوحدانيته أو بشركه غيره والأول اما مع تغير ما في نفسه أو لا معه فالثاني كما للوح بالقياس إلى الكتابة والأول لا يخلو اما ان يكون التغير في حاله سواء ا كان بزيادة حال كما للمشعة إلى الصنم والصبي إلى الرجل حيث يتغير العنصر فيهما في حال من أحواله بعروض حركه له في أين أو كم أو غير ذلك أو بنقصانه مثل ما للأبيض إلى الأسود واما ان يكون مع تغير في جوهره وذاته اما بالنقصان كما للخشب إلى السرير فإنه ينقص بالنحت شئ من جوهر أو بالزيادة كما للمنى إلى الحيوان حيث يزيد عليه كمالات جوهرية حتى يبلغ إلى درجه الحيوانية وإن كان مع انسلاخات صورية واما الثاني فاما مع استحاله ما مثل الهليلج إلى المعجون أو لا مثل الخشب والحجارة إلى البيت ومن هذا الجنس الآحاد للعدد ثم العنصر اما عنصر للكل كالهيولي الأولى واما عنصر لعده أمور مثل العصير للخل والخمر والدبس وقد قلنا من قبل ان العنصر الأول يجب ان لا يكون فيه جهة صورية بل يكون في ذاته قوه محضه وفاقه صرفه.
(٢٢٩)