بين عله وجود الشئ وعلة شيئيته والعجب انهم مع الغفلة عن هذا التحقيق كيف يحكمون بان كلا من الأجسام الطبيعية المركبة له وحده طبيعية فهل لهذا الحكم معنى الا كون طبيعة كل منهما واحده وهي التي بها يكون الشئ الطبيعي هو هو بالفعل حتى لو فرض زوال كل ما يصحبها من الصور والقوى التي اقترنت معها كان ذلك الشئ هو هو بعينه بحسب الحقيقة فصل [21] في الغاية وما قيل فيها اما الغاية فهي ما لأجله يكون الشئ كما علمته سابقا وهي قد يكون نفس الفاعل كالفاعل الأول تعالى وقد يكون شيئا آخر في نفسه غير خارج عنها كالفرح بالغلبه وقد يكون في شئ غير الفاعل سواء ا كانت في القابل كتمامات الحركات التي تصدر عن رويه أو طبيعة أو في شئ ثالث كمن يفعل شيئا لرضاء فلان فيكون رضا فلان غاية خارجه عن الفاعل والقابل وإن كان الفرح بذلك الرضا أيضا غاية الأخرى وهذا مجمل يحتاج إلى التفصيل فصل [22] في تفصيل القول في الغاية والاتفاق والعبث والجزاف قالوا إن الشئ يكون معلولا في شيئيته ويكون معلولا في وجوده فالماده والصورة علتان لشيئيه المعلول والفاعل والغاية علتان لوجوده ولا خلاف لاحد في أن كل مركب له مادة وصوره وفاعل واما ان لكل معلول فلوجوده عله غائيه ففيه شك فان من المعلول ما هو عبث لا غاية فيه ومنه ما هو اتفاقي ومنه ما هو صادر
(٢٥٠)