الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٣
عن السؤال بما هو كما أن الكمية ما به يجاب عن السؤال بكم هو فلا يكون الا مفهوما (1) كليا ولا يصدق على ما لا يمكن معرفته الا بالمشاهدة وقد يفسر بما به الشئ هو هو فيعم الجميع والتفسير (2) لفظي فلا دور والماهية بما هي (3) ماهية اي
(1) وذلك أن الجزئية انما تعرض الشئ بانضمام أمور غريبه عن ماهية إليها فاتصاف الماهية بها بالعرض فهي في نفسها كليه واما الجزئية بمعنى الشخصية فهي من خواص الوجود العيني ثم إن الماهية وان كانت في نفسها ومن حيث وقوعها في جواب ما هو كليه غير أنها صفه خارجه عنها لازمه لها فهي في حد ذاتها ليست بكليه كما انها ليست بجزئيه فلا تنافى بين قوله ره فلا يكون الا مفهوما كليا وقوله أخيرا انه ليس من شرطها في نفسها أن تكون كليه أو شخصية الخ ط مد.
(2) اي في كلا التفسيرين بيان ورود الدور ان الماهية منسوبة إلى ما هو فالياء للنسبة والتاء علامه النقل فاخذ ما هو في تعريف الماهية مستلزم بالدور كاخذ كم هو في تعريف الكمية وكيف هو في تعريف الكيفية س ره.
(3) فالسلوب التي في قولهم الماهية من حيث هي لا موجودة ولا معدومة ولا واحده ولا كثيره الخ انما هي سلوب بحسب الحمل الأولى اي ان مفهوم الانسان مثلا هو مفهوم الانسان وليس بمفهوم الموجود ولا مفهوم المعدوم وهكذا ولذا كانت القضية بديهية واما الاشكال عليه بان الحمل الأولى وسلبه المذكورين يوجدان في المفاهيم غير الماهوية أيضا كقولنا مفهوم الواحد من حيث هو هو ليس بمفهوم الموجود ولا مفهوم المعدوم مع أن الحكم من عوارض الماهية الذاتية ذكرها القوم في البحث عنها فجوابه ان الحكم من خواص الماهية كما ذكر وانما ينسب إلى غيرها من المفاهيم بالعرض لما بينهما من الاتحاد من جهة انتزاعها من الماهيات في الذهن كما أشير اليه في الحاشية السابقة وبهذا يظهر الجواب عن اشكال عويص آخر نظير هذا الاشكال وهو ان الكلية والجزئية كما تعرضان الماهية تعرضان سائر المفاهيم غير الماهوية فهي أعم فليست من العوارض الذاتية للماهية حتى يبحث عنها في بحث الماهية وتقرير الجواب ظاهر مما ذكر كما مر ط مد.