كالمبدعات على اغتراف شوق من هذا البحر الخضيم واعتراف مقر بوحدانيه الحق القديم فلكل وجهه هو موليها يحن إليها ويقتبس بنار الشوق نور الوصول لديها واليها الإشارة في الصحيفة الإلهية بقوله تعالى وان من شئ الا يسبح بحمده وبيان ذلك ان كل واحد من الهويات المدبرة والانيات الصورية لما كان بطبعه نازعا إلى كماله الذي هو خيرية هويته المستفاده عن ما هو الخير الأول نافرا عن النقص الخاص به الذي هو شريته المنبعثة من الهيولى والاعدام تحقق ان لكل واحد منها توقانا طبيعيا وعشقا غريزيا إلى الخير فالخير لذاته معشوق فلو لا ان الخيرية بذاتها معشوقه لما توخته الطبائع وما اقتصرت الهمم على ايثارها في جميع التصرفات والخير بالحقيقة مبدء هذا العشق له والشوق اليه عند بينونته إن كان مما يباين والتاحد به عند وجوده فان كل واحد من الموجودات يستحسن ما يلائمه وينزع اليه مفقودا فالخير عاشق للخير اما الخاص به إذا كان من الخيرات الخالصة الامكانية أو المطلق وهو الخير الواجبي والوجود الصرف الذي لا يصحبه شوب شريه وعدم والنور الحقيقي بلا ظلمه وعلة العشق هو ما نيل أو سينال من المعشوق وكلما زادت الخيرية واشتد الوجود زاد استحقاق المعشوقيه وزادت العاشقيه للخير لكن الموجود المقدس عن شوب القوة والامكان إذ هو الغاية في الخيرية فهو الغاية في المعشوقيه والغاية في العاشقيه فإذا عشقه له أكمل عشق واوفاه والصفات الإلهية على ما ستعلم لما لم يتمايز عن الذات فإذا فالعشق هناك صريح الذات والوجود وسائر الموجودات اما ان يكون وجودها عين عشقها أو متسببا عنه فأعظم الممكنات عشقا هي العقول الفعالة القابلة لتجلى النور الإلهي بغير وسط وبلا رويه واستعانه بحس أو تخيل وهي الفاعلة للأمور المتاخره السافلة بالمقدمه العالية وللخسيسه بالشريفه ثم النفوس العالية الإلهية بتوسط العقل الفعال عند اخراجها من القوة إلى الفعل واعطائها القوة على التصور والتمثل وامساك
(٢٧٤)