الآثار العجيبة الحاصلة في تكون اجزاء العالم على وجه يترتب عليها المصالح والحكم كما يظهر بالتأمل في آيات الآفاق والأنفس ومنافعها التي بعضها بينه وبعضها مبينه وقد اشتمل عليها المجلدات كوجود الحاسه للاحساس ومقدم الدماغ للتخيل ووسطه للتفكر ومؤخره للتذكر والحنجره للصوت والخيشوم للاستنشاق والأسنان للمضغ والريه للنفس والبدن للنفس والنفس لمعرفه الباري جل كبرياؤه إلى غير ذلك من منافع حركات الأفلاك وأوضاع مناطقها ومنافع الكواكب سيما الشمس والقمر مما لا تفي بذكره الألسنة والأوراق ولا يسع لضبطه الافهام والأذواق.
جواب الواجب تعالى وان لم يكن في فعله غاية غير ذاته ولا لميه مصلحيه من المنافع والمصالح التي نعلمه أو لا نعلمه وهو أكثر بكثير مما نعلمه لكن ذاته ذات لا تحصل منه الأشياء الا على أتم ما ينبغي وأبلغ ما يمكن من المصالح سواء ا كانت ضرورية كوجود العقل للانسان ووجود النبي للامه أو غير ضرورية ولكنها مستحسنه كانبات الشعر على الحاجبين وتقعير الأخمص من القدمين ومع ذلك فإنه عالم بكل خفى وجلى لا يعزب عنه مثقال ذره في السماوات والأرض كما سيجئ كيف وعناية كل عله لما بعدها كما مر سبيلها هذا السبيل من أنها لا يجوز ان تعمل عملا لما دونها ولا ان تستكمل بمعلولها الا بالعرض ولا ان تقصد فعلا لأجل المعلول وان كانت تعلمه وترضى به فكما ان الأجسام الطبيعية من الماء والنار والشمس والقمر انما تفعل أفاعيلها من التبريد والتسخين والتنوير لحفظ كمالاتها لا لانتفاع الغير منها ولكن يلزمها انتفاع الغير منها من باب الرشح كما قيل وللأرض من كأس الكرام نصيب وكذا مقصود ملكوت السماوات في تحريكاتها ليس هو نظام العالم الأسفل بل ما هو ورائها من طاعه الله تعالى والتشبه بالخير الأقصى ولكن يترشح منها نظام ما دونها على ما قيل في الفرس عالم بخروش (1) لا إله إلا هو است * غافل بگمان كه دشمن است أو يا دوست