الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٢٨٠
تدبيرها فاعلم أن قصد الطبيب وغرضه ليس مفيد الصحة بل انما مفيدها مبدأ اجل من الطبيب وقصده وهو واهب الخيرات على المواد حين استعدادها والقصد مطلقا مما يهئ المادة لا غير والمفيد دائما ارفع من القاصد فالقاصد يكون فاعلا بالعرض لا بالذات.
سؤال كثيرا ما يقع القصد إلى ما هو اخس من القاصد.
جواب بلى ولكنه على سبيل الغلط والخطاء (1).
سؤال قد تقرر ان الغرض ما يجعل الفاعل فاعلا فالعلاقه الذاتية متحققه بينهما فالفاعل يجب ان يستكمل به بحسب الواقع.
جواب ربما يكون (2) الفاعل بحسب ذاته جوهرا اشرف رفيعا مما قصده وبحسب مخالطه المواد وقواها الحسية والخياليه التي هي في الحقيقة يوجب القصد اليه يكون اخس منه سؤال إذا لم يكن للواجب غرض في الممكنات وقصد إلى منافعها فكيف حصل منه الوجود على غاية من الاتقان ونهاية من التدبير والاحكام وليس لاحد ان ينكر

(1) اي انه موجود بوجود قياسي لا بوجود نفسي لان الغلط والخطاء كذلك مثلا الانسان الذي هو اشرف جوهرا من أن يتلوث بقذاره الفحشاء يخالط الخيال والوهم فيخيل اليه ان من كماله الاتيان بالفحشاء والتلذذ بلذتها ثم يغلط فيحسب انه بجوهره الشريف يقصد ذلك ويستكمل به وواقعه استكمال الوهم بما يتوهمه من لذه واستكمال القوة الجسمانية بما لها من الغاية ط مده.
(2) ان قلت هذا الجواب يتعلق شديدا بسؤال قبله كما هو ظاهر ولا تعلق له بهذا السؤال.
قلت تعلقه بهذا الاجل ان هذا السؤال كان مضمونه ان الغرض لما كان للفاعل بما هو فاعل والفاعل أقوى وأكمل من المعلول المنفعل فالفاعل يجب ان يستكمل به وإن كان اخس وادون عن الفاعل فمضمون الجواب ان الفاعل الذي كالنفس الناطقة القدسية بحسب جوهر ذاته ليس فاعلا لفعل جزئي لغرض جزئي ليكون الفعل الجزئي وسيله لنيله الغرض الجزئي الداثر ويكون معلولا في فاعليته لذلك الغرض ويستكمل وذلك كله لا يجوز على القدسي بما هو قدسى واما من حيث المخالطه بالمواد فلا باس بفاعليته للفعل الجزئي المعلل بالغرض الجزئي لان شانه الاستكمال واما كون هذا الجواب متعلقا بالسؤال الذي قبله أيضا فلا ضير فيه إذ يكون ذلك السؤال مجابا بجوابين س ره.
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»
الفهرست