وزعم ديسقيريدس أنه قد يوجد في الفلفل الأسود حب فارغ خفيف حشف (1) يسمى برشما (2).
وذكر فيه أنه مذموم جدا. وذكر أيضا نوعا ثالثا من الفلفل أرزن رماديا. وزعم اصطفن أن معنى هذا الاسم فلفل الماء، لان نباته أكثر ذلك على المياه القائمة والمياه الجارية جريا ضعيفا. وله ساق ذو عقد وأغصان، وورق شبيه ورق النعنع أو أكبر منه قليلا لأنه أنعم وأقل خضرة من النعنع وله ثمر لطيف نابت في قضبان لطاف. ومخرج الورق من أصل الورق. وبعضه مجتمع مع بعض كالعناقيد. ولطعمه حرافة كحرافة الفلفل. وقد يجفف ويخلط مع الأبازير عوضا من الفلفل فينوب عنه.
وقال جالينوس في هذا النوع من الفلفل أن إسخانه دون إسخان الفلفل على الحقيقة. ومن منافعه على سبيل الدواء أنه إذا خلط طريا وعمل منه لطوخ على النمش والكلف والآثار العارضة تحت العين من كمنة الدم، غسلها ونقاها. وإن عمل من ورقه وثمره ضماد، حلل الأورام الجاسئة والأورام البلغمانية المتطاولة.
ومن الفلفل نوع آخر يعرف بفلفل هومة، ويسمى بالفارسية أسفيدمرد مخصوص بالدواء دون الغذاء، صورته وشكله ولونه وحرارته ويبسه في الدرجة الثالثة وهو نافع من أوجاع القولنج والنقرس وسائر الأوجاع المتولدة (3) عن البرودة.
* * *