ولذلك صار إسخانه وتجفيفه في الدرجة الثانية، غير أن فيه شيئا من القبض. ومن البين أن القبض إذا كان مع هاتين الكيفيتين، أعني الحرافة والبرودة، دفع بعض أضرارها بالمعدة. ولما في هذا النبات من الحرافة والمرارة صار مفتحا لسدد الكبد والطحال ملطفا للأخلاط الغليظة اللزجة. وعصارته تنفع من البياض العارض في العين المتولد عن آثار القروح. وإذا طليت على آثار داء الثعلب، نفعت منه وأنبتت الشعر فيه.
والأفضل في استعماله على سبيل الغذاء أن يسلق مرتين ويرمى بمائه الذي يسلق به لتزول عنه حرافته، ويطيب بعد ذلك بالخل والمري والخردل والزيت ليعين ذلك على تلطيف غلظ جرمه. وبزر هذا النبات أقوى من ورقه وأصله. ولذلك صار أصله إذا دق وخلط بخل وطلي على البهق، نفع وذهب به.
وإذا طبخ بشراب وطلي على الشقاق العارض من البرد، أزاله. وعصارة ثمرته إذا غمس فيها صوف وأدخل في الانف، نفع من الأورام المتولدة في المنخرين المعروفة عند المتطببين بالكثيرة الأرجل، أعني الأورام الساعية المعروفة عند أصحاب الجراحات بالبواسير.