وكان يعقوب معززا مكرما، لم يتعرض لأي إساءة من أحد.. بخلاف الزهراء، المقهورة المظلومة التي تعرضت للضرب وللإهانة، والاضطهاد ساعة دفن أبيها صلوات الله عليه وآله.
كما أن يعقوب (ع) لم يكن يملك دليلا على موت ولده، بل ربما كان يعلم أنه لا يزال حيا (1).. أما رسول الله (ص) فقد مات مهموما مغموما، يرى ما آلت إليه الأمور في تجهيز جيش اسامة، ويسمع وهو في مرض موته مقولة من قال: إن النبي ليهجر، ويعلم ماذا سيجري على وصيه وعلى ابنته بعد وفاته، وقد تضافر الحديث عنه بأنه لم يزل يخبر عليا به، ويأمره بالصبر..
3 - إن دعبل الخزاعي ينشد قصيدته التائية بحضرة الإمام الرضا (ع)، وقد ورد فيها:
وقد مات عطشانا بشط فرات أفاطم لو خلت الحسين مجدلا وأجريت دمع العين في الوجنات إذن للطمت الخد فاطم عنده وقد أقره الإمام الرضا على قوله، ولم يعترض، ولو بأن يقول له: إن جدتي فاطمة لا تفعل ذلك بل نجد أنه (ع) - حسبما ورد في نصوص هذه الحادثة - قد زاد بيتين في هذه القصيدة وهما:
ألحت على الأحشاء بالزفرات وقبر بطوس يا لها من مصيبة يفرج عنا الهم والكربات إلى الحشر حتى يبعث الله قائما 4 - إن هذا البعض يصور القضية، وكأن أهل المدينة قد انزعجوا حقا من بكاء الزهراء.. ويجعل ذلك مبررا لنفيه أن يكونوا قد منعوها من البكاء وإظهار الحزن، بحجة أن بكاء كهذا لا ينسجم مع شخصية الزهراء.. ومع اهتماماتها عليها الصلاة والسلام.
مع أن الحقيقة هي: أن السلطة هي التي انزعجت من بكاء الزهراء، وهي