ومما قالته صلوات الله عليها أيضا في احتجاجها عليهم في المسجد: (سبحان الله، ما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن كتاب الله صادفا ولا لأحكامه مخالفا، بل كان يتبع أثره، ويقفو سوره. أفتجمعون إلى الغدر، اعتلالا عليه بالزور؟ وهذا بعد وفاته شبيه بما بغي له من الغوائل في حياته.
هذا كتاب الله حكما عدلا، وناطقا فصلا، يقول: (يرثني، ويرث من آل يعقوب) (1) و (ورث سليمان داود) (2).
فبين عز وجل فيما وزع عليه من الأقساط، وشرع من الفرائض والميراث، وأباح من حظ الذكران والإناث ما أزاح علة المبطلين، وأزال التظني والشبهات في الغابرين؛ (كلا، بل سولت لكم أنفسكم أمرا، فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون) (3).
ومن الواضح أن هذا البعض قد سجل رأيه هذا وهو على علم تام بموقف الزهراء عليها السلام من هذا الموضوع، كما هو صريح من كلماته المنقولة عنه آنفا. بل هو يصرح بتوازن مضمون خطبة الزهراء (ع) وبصحتها والالتزام بها: فهو يقول:
" الظاهر أن أهل البيت (ع) كانوا يتناقلونها كابرا عن كابر، بحيث كانت معروفة حتى عند صبيانهم؛ مما يدل على أنها من المسلمات عندنا. أما من ناحية المتن، فالظاهر أنها متناسبة مع التوازن الفكري في المضمون " (4).
ولكنه - مع ذلك كله - يتبنى الموقف الآخر، ثم يستدل له بما رأينا، ثم يضيف إلى ذلك قوله: لعل الحديث عن إرث آل يعقوب، الذي هو خط الرسالة يؤكد هذا المعنى.
فأقرأ واعجب، فما عشت أراك الدهر عجبا.
744 - لا خصوصيات غير عادية في شخصية الزهراء (ع).
745 - لا توجد عناصر غيبية تخرج الزهراء (ع) عن مستوى المرأة العادي.
746 - " الروح " لطف وجه مريم (ع) عمليا وثبتها روحيا.
747 - " الروح " لا يمثل حالة غيبية في الذات.
748 - نقاط الضعف الإنساني في شخصية مريم (ع).