والملفت للنظر هنا أمران:
أحدهما: أن هذا البعض قال عن النص الأول:
" وقال أيضا، وهو يلي غسل رسول الله إلخ.. ".
ولكنه بالنسبة لهذا النص الثاني قال:
" واما ما جاء في بعض النصوص، مثل ما روي عن أمير المؤمنين (ع).. " فتراه يرسل الأول إرسال المسلمات، ويتحدث عن الثاني بطريقة أخرى، تقلل من قيمته بالمقايسة مع النص الأول..
الثاني: أن النصين معا موجودان في نهج البلاغة، ولكن المذكور في هامش الكتاب الذي يمثل كل فكر البعض عن الزهراء.. هو الإشارة إلى أن مصدر الأول هو نهج البلاغة.. وكلنا يعلم مدى اهتمام الناس بنهج البلاغة، وخضوعهم لمضامينه، وانقيادهم لها.
والإشارة إلى أن مصدر الثاني هو البحار.. الذي لم يزل يواجه حملات التوهين لمضامينه، والتشكيك بما فيه، من قبل هذا الفريق الذي يدين بالولاء لهذا البعض الذي نحن بصدد تعريف الناس بمقولاته..
ثانيا: من الذي قال: إن وجه الجمع بين حديثي: (نهيت عن الجزع - وإن الجزع لقبيح إلا عليك) هو حمل الثاني على أنه كناية عن شدة الحزن، كما قال البعض؟!
ولماذا لا يكون العكس، فيقال: إن الحزن الذي نهي عنه هو الحزن الذي يسقط معه الجازع أمام المصاب.. إذ ليس ثمة مصاب يستحق السقوط امامه، إلا إذا كان برسول الله (صلوات الله وسلامه عليه وآله)، أو بمثل فاجعة الحسين عليه السلام في كربلاء..
أو يقال: إن الجزع على غير الرسول ص حين يستبطن الاعتراض على قضاء الله، فإنه يصبح مذموما..
أما حين يكون حزنا على الرسول بما هو رسول، فذلك عبادة وتقرب إلى الله سبحانه كما كان حزن يعقوب عليه وعلى نبينا وآله السلام على ولده النبي يوسف صلوات الله وسلامه عليه وعلى نبينا وآله. فإنه إنما حزن عليه بما أنه رسول اصطفاه