باعتبار أنه ولي شرعي.. في الوقت الذي يطلب خالد منهم ما لا يحق له. بل هو يعصي الله في ذلك، فهل يمكن أن تأمرهم بإطاعته في مورد يعصي الله فيه؟! وقد جاء الحديث الصريح ليقول: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولو فرضنا أنه لم يكن عاصيا بل كان جاهلا بالحكم الشرعي، فهل تجب طاعته في مثل هذا المورد أيضا - فإن الرجل الذي أعطاه عمار الأمان قد كان من المسلمين فلا يصح أن يسبى ولا يحتاج إلى إجازة عمار، ولا إجازة خالد، بل لا يحتاج حتى إلى أمان من أحد، وإنما أمر خالد بمحاربة الكفار وسبيهم.. فعمار لم يخطئ في توجيه الرجل للبقاء في موطنه. وخالد هو الذي أخطأ حينما أسر الرجل وأخذ ماله وهو مسلم.
وأما لزوم أن تكون الإجازة والأمان بعلم الأمير.. فليس ثمة ما يثبته إلا ما يدعيه خالد نفسه.. وإلا فإن المسلمين يسعى بذمتهم أدناهم، وأيما رجل من المسلمين أعطى لكافر أمانا ولو بإشارة منه، فإن أمانه ماض له. ولا يستطيع أحد أن يماري في ذلك..
1023 - خير أمة أخرجت للناس نزلت في ابن مسعود.
1024 - خير أمة أخرجت للناس نزلت في معاذ بن جبل.
1025 - خير أمة أخرجت للناس نزلت في سالم مولى أبي حذيفة.
وفي مناسبة تفسير قوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس (يذكر البعض تحت عنوان: مناسبة النزول، ما يلي:
" جاء في أسباب النزول - للواحدي - قال عكرمة ومقاتل: نزلت في ابن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة، وذلك أن مالك بن الضيف، ووهب بن يهوذا اليهوديين، قالا لهم: إن ديننا خير مما تدعونا إليه، ونحن خير وأفضل منكم، فأنزل الله تعالى هذه الآية " (1).
وقفة قصيرة ونقول:
1 - قد ورد عن أهل البيت (عليهم السلام): أن هذه الآية قد نزلت في آل محمد (صلى الله عليه وآله) فراجع (2) فلماذا يتجاهل البعض هذه الروايات؟!
2 - إن معاذ بن جبل كما يقول سليم بن قيس: كان من الذين كتبوا