" الرأي الثاني: أنها من كلام النبي (ص) لإثارة انتباه الناس إلى الآيات التي يريد أن يقرأها عليهم.
فقد كان المشركون - في ذلك الوقت - يعملون على إثارة الضوضاء واللغو عند قراءة النبي للقرآن، ليمنعوا الآخرين من الاستماع إليه فجاءت هذه الكلمات غير المألوفة لديهم لتؤدي دورها في إثارة الانتباه من خلال غرابتها على أسماعهم لأنها ليست من نوع الكلمات التي تعارفوا عليها، فليس لها مدلول معين ومضمون واضح، ومن هنا يبدأ التساؤل الداخلي الذي يهئ النفس لانتظار ما بعدها لتستوضح معناها من خلال ذلك.. وتتحقق الغاية من ذلك في سماعهم لآيات الله.
ونحن لا نمانع في معقولية هذا الرأي وانسجامه مع الأجواء العدائية التي كان المشركون يثيرونها أمام النبي (ص) مما حدثنا القرآن الكريم عنه في قوله تعالى: (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه ((فصلت: 26).
ولكن ذلك كان موقف المشركين في مكة، بينما يغلب على السور التي اشتملت على هذه الكلمات الطابع المدني في نزولها على النبي (ص)، ونحن نعلم أن هذه الأجواء لم تكن مثارة في المدينة لأن المشكلة لم تكن مطروحة هناك، فلا يصلح هذا الرأي لتفسير هذه الكلمات " (1).
وقفة قصيرة ونقول:
1 - إن هذا البعض لا يمانع في معقولية الرأي الثاني القائل بأن تكون الكلمات المعروفة الواقعة في أوائل السور مثل:
(ألم، كهيعص، المر، المص، حم، عسق، الر، ق، ن (ونحو ذلك.. من كلام النبي (صلى الله عليه وآله) وقد وضعها وزادها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليثير انتباه الناس إلى الآيات التي يريد أن يقرأها عليهم..
فالنبي إذن قد زاد في هذا القرآن العظيم من عند نفسه ما ليس منه.. وبالتالي، فإن هذا البعض لا يمانع في معقولية هذه الزيادة، ووقوع التحريف بالزيادة في هذا القرآن.
ويرى أن هذا الرأي ينسجم مع الأجواء العدائية التي كان المشركون يثيرونها أمام النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله).