تكن على وتيرة واحدة، وإنما رجع الأول فرأى عليا ثم رجع آخر، فرأى عليا وأبا دجانة مثلا، ثم رجع آخر فرأى خمسة أشخاص، وهكذا، فكل منهم ينقل ما رآه. حتى وصل العدد لدى بعض الناقلين إلى ثلاثين.
كما أن ما يؤثر عن بعض الصحابة من مواقف نضالية، لعله - إن صح - كان بعد عودتهم إلى ساحة القتال.
سر الحكم بثبات أبي دجانة ولعل ذكر أبي دجانة في من ثبت في بعض الأخبار، مرجعه إلى ما قدمناه آنفا. وبهذا نفسر قول ابن مسعود: انهزم الناس إلا علي وحده. وثاب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نفر، وكان أولهم عاصم بن ثابت، وأبو دجانة (1).
1017 - علي (ع) إنما حمل لواء المهاجرين في حنين.
1018 - الألوية والرايات تعددت في حنين وكثرت.
1019 - ثبت أبو بكر وعمر وأناس من أهل بيت النبي وأصحابه.
يقول البعض حول حرب حنين:
" وصفهم صفوفا، ووضع الرايات في أهلها، مع المهاجرين لواء يحمله علي بن أبي طالب، وراية يحملها سعد بن أبي وقاص، وراية يحملها عمر بن الخطاب، ولواء الخزرج يحمله حباب بن المنذر، ولواء الأوس يحمله أسيد بن خضير.. وفي كل بطن من الأوس والخزرج لواء أو راية يحملها رجل منهم مسمى. وقبائل العرب فيهم الألوية والرايات، يحملها قوم منهم مسمون ".
إلى أن قال؛ وهو يتحدث عن هزيمة الناس:
" فجعل رسول الله (ص) يقول: يا أنصار الله، وأنصار رسول الله، أنا عبد الله، ورسوله.
ورجع رسول الله إلى المعسكر، وثاب إليه من انهزم.
وثبت معه يومئذ: العباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، والفضل بن عباس، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وأبو بكر، وعمر، وأسامة بن زيد في أناس من أهل بيته وأصحابه الخ.. " (2).