وحتى لو كانت استعارة لمعنى آخر فلا بد أن تتناسب مع طبيعة المعنى الجديد. إننا عندما ننطلق مع السياق القرآني نرى أنه لا ينسجم مع مقام الامام علي (ع).. " (1).
766 - تجاهل الأحاديث المفسرة للأسماء التي علمها الله لآدم بأسماء النبي (ص) والأئمة (ع).
767 - علم الله آدم أسماء الموجودات.
يقول البعض:
" ما هي الأسماء التي علمها الله لآدم؟
لقد استفاضت النصوص الدينية في الأحاديث الواردة عن أئمة أهل البيت (ع) وعن غيرهم في أن المراد منها هي أسماء الموجودات الكونية سواء منها الموجودات العاقلة، أو غيرها، ولعل هذا هو الذي توحي به طبيعة الجو الذي يحكم الموقف في هذه الآيات، وينسجم مع مهمة الخلافة عن الله في الأرض، التي أعد لها الإنسان، فإنها تفرض المعرفة الكاملة بكل متطلباتها ومجالاتها.
جاء في تفسير العياشي عن أبي العباس عن أبي عبد الله (جعفر الصادق) (ع): قال: سألته عن قول الله: (وعلم آدم الأسماء كلها) ماذا علمه؟ قال (ع): والأرضين والجبال والشعاب والأودية.
وجاء في تفسير الطبري عن ابن عباس قال: علم الله آدم الأسماء كلها وهي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس: إنسان ودابة وارض وسهل وبحر وجبل وحمار وأشباه ذلك من الأمم وغيرها.
وهناك اتجاه في تفسير ذلك، بأسماء الملائكة، وأسماء ذريته دون سائر أجناس الخلق، وهو الذي اختاره الطبري في تفسيره.. وذلك أن الله جل ثناؤه قال:
(ثم عرضهم على الملائكة) يعني بذلك أعيان المسمين بالأسماء التي علمها آدم ولا تكاد العرب تكني بالهاء والميم عن أسماء بني آدم والملائكة. واما إذا كانت عن أسماء البهائم وسائر الخلق، فإنها تكنى عنها بالهاء والألف أو بالهاء والنون ولكن هذا الاتجاه لا يتناسب مع طبيعة الخلافة، لا سيما إذا فهمنا من الآية أن آدم لم يكن هو الخليفة بشخصه، بل بسبب تجسيده للنوع الإنساني - كما استقربناه آنفا، فإن معرفة أسماء الذرية والملائكة لا يقدم شيئا ولا يؤخر في الموضوع.
وأما التعبير عن الأسماء بالضمير المستعمل لما يعقل، فقد اعترف صاحب التفسير المذكور بأن العرب قد تستعمل ضمير من يعقل، إذا كان عائدا على من يعقل،