1047 - التأليه للملائكة بسبب الأحاديث الدينية عن طاقاتها وقدراتها.
يقول البعض:
" لقد حدث في التاريخ الديني القديم أن بعض الناس قد تطرفوا في تعظيم الأنبياء الذين كانوا يملكون طاقات روحية كبيرة، وينطلقون في حياة الناس من خلال الدور العظيم الذي أوكل الله إليهم القيام به، مما استلزم صدور المعجزات على أيديهم لمواجهة التحدي الذي كان يوجه إليهم من قبل الكافرين، ولإثبات علاقتهم بالله من خلال النبوة فنشأ من بعدهم جماعة يؤلهونهم وينسبون إليهم صفات الربوبية من خلال ما يدعونه لهم من أسرار خفية في طاقاتهم ترتفع بهم إلى هذا المستوى، كما حدث ذلك بالنسبة إلى عيسى عليه السلام في ظاهرة التأليه والغلو التي امتدت إلى وقتنا هذا في ما يعتقده النصارى من فكر المسيح - الإله.
وقد حدثت ظاهرة أخرى للتأليه، وهي ما كان متعارفا لدى بعض العرب أو غيرهم من تأليه الملائكة، وذلك من خلال الأحاديث الدينية التي تتحدث عن طاقاتهم الخارقة، وقدراتهم الكبيرة في أوضاعهم وأشكالهم، وأسرارهم " (1).
ونقول:
1 - إن من غير المعقول أن يلقى اللوم على الأحاديث الدينية التي تتحدث عن الملائكة، وتبين للناس بعض الحقائق عنهم، واعتبارها هي سبب وقوع الناس في هذا الامر العظيم.
فإن بيان الحقيقة فيما يتعلق بالملائكة لا يمثل غلوا وارتفاعا إذ إن حقيقة الملك، وإن كانت ربما يجد بعض الناس فيها نوعا من الغرابة، ولكن ذلك لا يبرر لهم الغلو بهم وتأليههم وعبادتهم.
فإذا حصل وانحرف بعضهم في هذا الاتجاه، فإنه يكون بسبب تقصيره هو، ولا ربط لذلك بالدين.. إذ إن الدين حينما يتحدث عن هذه المخلوقات إنما يهدف إلى الارتفاع بمستوى الوعي لدى الناس، وتحصينهم من الوقوع في أمثال هذه الانحرافات وتعريفهم بالله وبقدرته وبمخلوقاته..
2 - وهل يمكن أن نوجه اللوم إلى علي (ع) لأن بعض الناس قد غلوا فيه وألهوه؟