فإذا كان كل القرآن دليلا على عدم الولاية فمن أين جاء هذا الإمكان؟
ثم يقول:
و: " ليس معنى ذلك: أن الطاعة تستلزم هذه القدرة ".
فأي ذلك هو الصحيح؟ يا ترى.. وقد تحدثنا عن هذه النصوص المختلفة في هذا الكتاب في فصل خاص بالولاية التكوينية، ونزيد هنا النص التالي، الذي يظهر هذا التناقض في كلامه، وهو:
ز: سئل البعض:
في الحديث القدسي (عبدي أطعني تكن مثلي تقل للشيء كن فيكون) فما معنى هذا الحديث؟
فأجاب:
" إن صح الحديث فليس معناه أن من أطاع الله يكون مثل الله إذ ليس ذلك ممكنا. لكن معناه: إذا أطاع الله عبد، وقرب من الله، ورضي الله عنه، فإن الله قد يعطيه بعض القدرات التي يستطيع من خلالها أن يقوم بها كما أعطى الله عيسى (ع) ذلك (إني أخلق من الطين كهيئة الطير) (1) وكما أعطى الله (آصف بن برخيا) القدرة وهو الذي عنده علم من الكتاب، حيث قال لسليمان (أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) (2) وكما أعطى بعض أنبيائه القدرات والكرامات التي ملكوا بها الكثير من أعمال الغيب.. فمعنى ذلك أن الله يريد أن يقول للإنسان إذا أطعتني وصرت مرضيا عندي، وصرت قريبا إلي فإنني أعطيك بعض القدرات التي تستطيع من خلالها أن تقول للشيء: كن فيكون. وليس ذلك في كل شيء، بل أن تقول لبعض الأشياء، بحسب ما يعطي الله من قدرته " (3).
1096 - يضاف هنا تناقض آخر.
وهو أنه حسبما تقدم في بحث الولاية التكوينية قد نفى أن يكون عيسى (عليه السلام) هو الذي فعل إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص. بل الله هو الذي فعله، وعيسى لا مدخلية له في ذلك، بل هو كالآلة.