الجواب عن سؤال قدم إليه، وخلاصته، أن اليهود لا يتخذون بعضهم أربابا من دون الله فكيف يطرح عليهم هذه الصيغة التي تشعر بوجود شيء لديهم من هذا القبيل فيريد الله أن يخلصهم منه ويفرض عليهم منهجه الحق؟.. وكان الجواب يتلخص في التأكيد على هذا الجانب، فإنهم أحلو لهم حراما وحرموا حلالا فاتبعوهم في ذلك فكانت تلك ربوبية عملية، وهذا ما نواجهه، في ساحة العمل المنحرف، في التزامنا بما تصدره بعض المؤسسات أو الحكومات من قوانين تتنافى مع قوانين الإسلام ومفاهيمه، فإن ذلك يمثل إشراكا في جانب العمل وإن لم يكن إشراكا في خط العقيدة (1).
وقفة قصيرة إن ما يستوقفنا هنا بالإضافة إلى إطلاقه مقولة: " إن الأئمة يستوحون من الآيات القرآنية "، التي ناقشناها في المقصد الأول: (المنهج الفكري والإستنباطي) و قلنا إنها تنافي حقيقة: أن ما عندهم هو علم من ذي علم نعم، إن الذي يستوقفنا هنا هو ما يلي:
1 - حكمه على النصارى بأنهم يؤمنون بالوحدانية كالمسلمين، ويلتقون معهم في عبادة الله الواحد، فلا يشركون في العقيدة ولا في العبادة، مع أن الله قد تحدث عنهم بخلاف ذلك كما أوضحنا فيما تقدم من هذا الفصل، وقد قال تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة، وما من إله إلا اله واحد) (2).
وقال تعالى مخاطبا النصارى: (قل أتعبدون من دون الله مالا يملك لكم ضرا ولا نفعا وهو السميع العليم) (3).
وقال عز وجل: (وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله) (4).
وثمة آيات أخرى تفيد هذا المعنى يمكن مراجعتها لمن أراد التوسع والاستقصاء.
ويشير إلى ذلك أيضا أنه لما نزل قوله تعالى (إنكم وما تعبدون من دون الله