قلنا: إنما أوصاه أن لا يفتح معركة من أجل الخلافة، ولم يقل له: لا تدافع عن زوجتك. لأن ضرب الزهراء لا علاقة له بالخلافة، لأنها مسألة شخصية. كما أن..
الزهراء نفسها لا علاقة لها بالخلافة. أما مسألة الخلافة فهي تتعلق بالواقع الإسلامي كله ".
وقفة قصيرة ونقول:
إن هذا كلام لا يصح، لأمور عديدة:
أ - إن مسألة الزهراء مع القوم هي مسألة الخلافة والإمامة، وهذا هو السبب في أنها تصدت لهم، ومنعتهم من الدخول، وهو السبب في إصرار القوم على تحقيق أهدافهم.. والإمامة مقام إلهي، والخلافة هي أحد شؤون الإمامة.
فالقوم يخوضون معركة ضد علي. والزهراء تساعد عليا (ع) عليهم، لأنهم يريدون إجباره على التخلي عن أمر الخلافة وحمله على البيعة لهم. وهذا البعض يعترف بأن النبي (ص) قد أوصى عليا بأن لا يخوض معهم معركة من اجل الخلافة.
إذن، فما معنى قول هذا البعض: إن ضرب الزهراء مسألة شخصية لا ربط له بالخلافة، حتى يصل إلى نتيجة تقول، إن قتال علي لهم من أجل ذلك لا يعد إخلالا بوصية الرسول.؟!.
إن الحقيقة هي: أن ما جرى على الزهراء عليها السلام يتعلق بالواقع الإسلامي كله.. فأي ردة فعل من علي عليه السلام انتقاما للزهراء ستفسر على أنها من أجل الخلافة التي يدور الصراع حولها.
2 - كيف يقول هذا البعض: إن ضرب الزهراء مسألة شخصية، مع أن النص قد سجل لنا: أنها قد ضربت وهي تدافع عن علي، حينما أنجدته، ولم تضرب لأجل أمر شخصي يرتبط بها هي. فهي قد أنجدت عليا حين أرادوا أخذه، (فحالت فاطمة عليها السلام بين زوجها وبينهم عند باب البيت، فضربها قنفذ بالسوط الخ..) (1).
3 - إن إنجاد علي (ع) للزهراء ان كان بمستوى الدخول مع القوم في معركة، فإن ذلك إذا كان يوجب تفاقم الأمر، وتعريض القضية للخطر، فإن هذا الإنجاد يصبح معصية، لما يتضمنه من التفريط العظيم بأمر الدين..
وأما إن كان بحيث لا يوجب ذلك، فإننا نجد النص يقول: إنه عليه السلام