" انا لا أنفي قضية كسر الضلع، ولكنني أقول: إنني غير مقتنع بذلك. وكما أن الإثبات يحتاج إلى دليل. كذلك النفي يحتاج إلى دليل ".
ويقول في أجوبته على آية الله التبريزي:
" إنني لم أنكر ذلك لأن الإنكار يحتاج إلى دليل وليس عندي دليل على النفي " وقفة قصيرة إنه قد ذكر أسباب عدم اقتناعه، وفقا لما أوردناه في هذا الكتاب، وفي كتاب مأساة الزهراء، وقد قلنا في ذلك الكتاب إنها أسباب هي أشبه بالطحلب يمسك به الغريق، فراجع ذلك الكتاب، أما هنا فنكتفي بإلفات نظر القارئ الكريم إلى ما يلي:
إن ما ذكره هذا البعض لا يمكن قبوله منه، وذلك للأسباب التالية:
1 - إن مقولات هذا البعض تظهر أنه غير مقتنع بأي شيء مما جرى على الزهراء؛ لأنه يدعي: أن حبهم للزهراء، ومكانتها، ولأن ضرب المرأة عيب وغير ذلك من تعللات واهية، يمنع من حدوث كسر الضلع وإسقاط الجنين، والضرب، وإحراق البيت وغير ذلك..
2 - إن هذا البعض الذي هو غير مقتنع لم يزل يجهد عبر مختلف وسائل الإعلام التي تقع تحت اختياره، وفي أية فرصة تسنح له.. لزرع الشك في نفوس الناس.. ولم يزل يحشد ما يراه أدلة وشواهد على عدم صحة ذلك، تحت ستار إثارة علامات استفهام.. فلماذا هذا الحرص منه على إقناع الآخرين بعدم صحة ذلك؟!
3 - إن مهمة العالم هي أن يحل المشكلات التي يواجهها الناس في حياتهم الفكرية، خصوصا فيما يطلبه الناس منه، ويرون أنه هو المسؤول عنه، ويدخل في دائرة اختصاصه.. فإما أن يثبت لهم الأمر الذي يتحدث عنه بدليل، أو ينفي بدليل، أو يطلب لنفسه إجازة، يحزم فيها أمره إلى جانب هذا الإثبات، أو مع ذلك النفي. وليس من حقه أن يثقف الناس بمشكوكاته..
4 - إن الرجل العادي إذا أعرب عن شكه، فالناس يعتبرون شكه ناشئا عن عدم علمه. أما إذا كان المعرب عن شكه يقول للناس إني عالم، ويتصدى لما يتصدى له العلماء، فان الناس سيرون أن شكه شك علمي، وهو يساوق عدم ثبوت الحقيقة إلى درجة النفي والإنكار.