نفسه بقرار منه بتقديم أهل بيته الذي تربطه بهم رابطة المحبة والعاطفة، هل يعني ذلك محاولة إبعاد القضية عن أن تكون تدبيرا إلهيا، وقرارا ربانيا، يعطي الدلالة القاطعة على ما لأهل البيت من مقام عند الله مما لم يذكر لأحد سواهم؟ وقد أشرنا في كتاب مأساة الزهراء (ع) إلى إخلاله بهذه المنقبة فلتراجع هناك.
وقد خرجت الروايات الكثيرة التي وردت في هذه المناسبة وأشارت إلى فضل علي ومقام هؤلاء الصفوة الذين أخرجهم رسول (ص) لهذا الأمر العظيم والخطير.
764 - لا فائدة من معرفة دابة الأرض.
765 - الأئمة يفسرون الآية بالرجعة والبعض يفسرها بيوم القيامة.
قال البعض في تفسير قوله تعالى:
(فإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم: أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون، ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون) (1).
".. وقد أفاض المفسرون كثيرا في الحديث عن الدابة، في طبيعتها الإنسانية، والحيوانية، وفي صفاتها الغريبة وفي كيفية خروجها.. ومضمون كلامها.. مما لم يثبت به حجة قاطعة.. وقد لاحظنا أن القرآن وضعها في موضع الإبهام.. ولم يفصل أي شيء من هذه الأمور، فلنترك الخوض في ذلك كله.. لأنه مما لا فائدة فيه على مستوى النهج القرآني في مضمونه وإيحاءاته (.. ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا) فلا يقتنع بما تفرضه من الإيمان بالله، ورسله، واليوم الآخر، بل يبقى مستمرا في غيه وعناده (فهم يوزعون) أي يحبسون ويوقفون، بحيث يرد أولهم على آخرهم - كما هو معنى الإيزاع.. وذلك هو يوم القيامة الذي يحشر الله فيه الناس كلهم، والمؤمنين منهم، والمكذبين بآيات الله " (2).
وقفة قصيرة 1 - إننا إذا رجعنا إلى الأحاديث الكثيرة المروية عن أهل البيت (ع)، ومنها ما هو صحيح سندا، فسنجد أنهم عليهم السلام، قد فسروا قوله تعالى: (ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون) بما ينطبق على أمر الرجعة في آخر الزمان، قبل يوم القيامة، و قد تضمنت هذه الأحاديث