ومن الواضح أن الثابت الذي لا ريب فيه، هو أن عليا عليه السلام هو الذي قد ثبت يوم أحد، وكل من عداه كان من الفارين، ويدل على ثبات علي وحده في هذه المعركة ما يلي:
قال القوشجي في شرحه على التجريد بعد أن ذكر قتل علي عليه السلام لأصحاب اللواء:
" فحمل خالد بن الوليد بأصحابه على النبي (ص)، فضربوه بالسيوف، والرماح والحجر، حتى غشي عليه، فانهزم الناس عنه سوى علي (ع)، فنظر النبي (ص) بعد إفاقته، وقال: اكفني هؤلاء، فهزمهم علي عنه، وكان أكثر المقتولين منه " (1).
ب - عن ابن عباس، قال: (لعلي أربع خصال، هو أول عربي وعجمي صلى مع النبي (ص)، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف، وهو الذي صبر معه يوم المهراس (أي يوم أحد)، انهزم الناس كلهم غيره، وهو الذي غسله وأدخله قبره) (2).
ج - ما ذكرنا في كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) (3) أن من يذكرونهم: أنهم ثبتوا، لا ريب في فرارهم، كما تدل عليه النصوص فلتراجع هناك.
د - أخرج الإمام أحمد، عن أنس: أن المشركين لما رهقوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم أحد - وهو في سبعة من الأنصار، ورجل من قريش - قال: من يردهم عنا، وهو رفيقي في الجنة؟ فجاء رجل من الأنصار؛ فقاتل حتى قتل. فلما رهقوه أيضا قال: من يردهم عنا، وهو رفيقي في الجنة؟.. فأجابه أنصاري آخر وهكذا، حتى قتل السبعة. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما أنصفنا أصحابنا) (4).
سر الاختلاف في من ثبت وبعد، فإننا يمكن أن نفهم: أن رجعة المسلمين إلى المعركة بعد هزيمتهم لم