رابعا: لو كان المراد إعمار الأرض كلها كما ذكر هذا البعض، فالسؤال هو: متى تحقق هذا الإعمار للأرض كلها يا ترى؟ بالطريقة التي قررها هذا البعض؟ (2).
1039 - مضاعفة الثواب تفضلا دليل على أن أصل المثوبة تفضل أيضا!
1040 - البعض ينسب إلى العلماء ما لا يقولون به في موضوع الجزاء.
يقول البعض:
" هل الإحسان الإلهي تفضل أو استحقاق:
وقد أفاض علماء الكلام الحديث حول الإحسان الإلهي لعباده المؤمنين المتقين، هل هو تفضل أو استحقاق، ولكن هذا البحث غير دقيق لأن الذي يقول بالاستحقاق، يقصد به الاستحقاق من خلال تفضل الله عليهم بوعده لهم بالمثوبة والإحسان وقد جاء عن الإمام علي (ع) لو كان لأحد أن يجري له ولا يجري عليه لكان ذلك خالصا لله سبحانه دون خلقه لقدرته على عباده، ولعدله في كل ما جرت عليه صروف قضائه، ولكنه جعل حقه على العباد أن يطيعوه وجعل جزاءهم عليه مضاعفة الثواب تفضلا منه وتوسعا بما هو من المزيد أهله " (1).
وقفة قصيرة 1 - إن الرواية التي استدل بها على مقصوده - من كون أصل المثوبة تفضلا - تقول: جعل جزاءهم عليه مضاعفة الثواب تفضلا منه وتوسعا الخ..
ومن الواضح: أن الثواب الذي يثبت بالاستحقاق هو الثواب المقرر من الأساس، فإذا ضاعف الله الثواب، وزاد فيه؛ فإن هذه الزيادة تكون تفضلا منه تعالى وكرما.
وليس في الرواية أن أصل الاستحقاق، قد نشأ عن تفضل الله سبحانه وتعالى على العباد بجعل أصل المثوبة لهم، ووعدهم بها.
2 - إن هذا الرجل قد نسب إلى علماء الكلام مقولة مفادها: أن مقصود القائل بالاستحقاق هو الاستحقاق من خلال تفضل الله عليهم بوعده لهم بالمثوبة والإحسان.
وهذه النسبة غير صحيحة قطعا، و لعله استعار ذلك من البلخي الذي يقول: إن