" هو نوع من التقريب بين المعتقدات لا تفوته العبقرية " (4).
مع أن القرآن قد قال:
(لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة).
وقال:
(وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق) (المائدة 116).
ولا ندري كيف استفاد من القرآن كفر النصارى فلسفيا وتوحيدهم إيمانيا، ومن جهة ثانية فقد تقدم أن دعوة الله تعالى أهل الكتاب إلى كلمة سواء ليس معناها الاعتراف بأنهم موحدون، بل هي دعوة منه لهم إلى التوحيد، ونبذ عبادة غير الله سبحانه، فهي على كفرهم أدل.
1111 - النصارى واليهود موحدون كالمسلمين.
1112 - لا شرك عند اليهود والنصارى، لا في العبادة ولا في العقيدة.
1113 - يمكن اكتشاف قناعات مشتركة ومشاعر قريبة مع اليهود.
ويقول البعض في تفسيره قوله تعالى: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله):
".. إنها تطرح مع فكرة اللقاء على قاعدة مشتركة.. ليمكن لنا من خلال ذلك أن نكتشف وجود لغة مشتركة، وقناعات مشتركة.. ومشاعر قريبة إلى بعضها مما يوحي بوجود أساس واقعي للتفاهم.. لأن القضايا المسلمة لدى كل فريق يمكن أن تتدخل لتحسم الخلاف في القضايا المتنازع فيها.. فهي تدعوهم إلى كلمة سواء بيننا وبينكم فنحن نؤمن بالوحدانية كما تؤمنون، وبذلك فإننا نلتقي معا في نطاق عبادة الله الواحد فلا نشرك في العقيدة ولا نشرك في العبادة.. وعلى ضوء ذلك فإننا نلتقي في فكرة أن لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، لأن ذلك يعني الشرك بالله في خلقه.. فلا مجال لأن نحل ما حرمه الله علينا، إذا أمرنا هؤلاء بذلك ولأن نحرم ما أحل الله لنا، إذا أمرنا هؤلاء بذلك.. فإن ذلك يعني الخضوع والعبادة اللذين يؤديان إلى الشرك في نهاية المطاف.. وهذا هو ما استوحاه أحد أئمة أهل البيت (ع) في هذه الفقرة فيما يروى عنه، في