1044 - اللوح المحفوظ أيضا قد يكون رمزيا.
يقول البعض:
" والظاهر أن الكلمة لا تعبر عن شيء مادي، فلم يرد في القرآن الحديث عن الصراط إلا بالطريق أو الخط الذي يعبر عن المنهج الذي يسلكه الإنسان إلى غاياته الخيرة أو الشريرة في الحياة، وبذلك يكون الحديث عن الدقة في تصوير الصراط في الآخرة كناية عن الدقة في التمييز بين خط الاستقامة وخط الانحراف، فمن استطاع أن يعرف الحد الفاصل بينهما وأخذ بالحق الخالص من الباطل سار إلى الجنة ومن اختلف عليه الأمر وأخذ بالباطل سار إلى النار، ومن خلال ذلك يطلق على الأنبياء والأولياء كلمة الصراط المستقيم باعتبار أن خطهم هو الخط المستقيم الذي أنعم الله على السائرين عليه في مقابل الخط المنحرف الذي غضب الله على السائرين عليه من المتمردين والضالين " (1).
ويسأل هذا البعض:
ما معنى قوله (ص): (الصراط أحد من السيف وأدق من الشعرة)؟
فيجيب:
" لو صح هذا الحديث فالمقصود قد لا يكون الجانب المادي طبعا، فالإنسان عندما يمشي على الصراط المستقيم مع كل هذه الإلتواءات والانحرافات يكون مسيره دقيقا جدا كدقة الشعرة وكحد السيف لأنه إذا لم يكن دقيقا فلا يمكنه أن يعرف أو يتفهم الفرق بين الخط المنحرف والخط المستقيم فيقع في الهاوية وهذا كناية عن ذلك وهناك من يحمله على الواقع المادي بحيث يكون هناك خيط طويل أحد من السيف وأدق من الشعرة فمن كان مؤمنا سار عليه بشكل طبيعي ومن لم يكن مؤمنا اهتز ووقع في النار، والله العالم " (2).
وقال في أجوبته على المرجع الديني الشيخ التبريزي:
" ليس القول بأن الصراط أمر رمزي قولا بغير علم، بل هو ناشئ من الاستفادة من الآيات القرآنية، مع الأخذ بعين الاعتبار المقارنة مع الروايات التي ترد على نحو الاستعارة، لا على النحو المطابقي، الذي يلحظ فيه المعنى الحقيقي " (3).