تغيير إيجابي واضح على مستوى الاعتراف بإنسانية المرأة، ودورها في الحياة. والسبب أن فهم النص القرآني، وهو نص ثابت، تأثر، في الماضي، إلى حد بعيد بالواقع الاجتماعي السائد آنذاك، والذي لم يكن قد ابتعد كثيرا عن مفاهيم الجاهلية، في حين أن إثارة قضية المرأة بشكل قوي في عصرنا الحالي، حث العلماء على إعادة استنطاق النص ودراسة الواقع؛ الأمر الذي أدى إلى تكوين نظرة عادلة إليها، ولا أدعي أن ذلك حصل بشكل كامل، فهناك عدد كبير من الناس - قد يكون من بينهم علماء دين - ما زالوا ينظرون إلى المرأة نظرة دونية، باعتبار أن دونيتها قدر إلهي من وجهة نظرهم.
إن طرح قضية المرأة بقوة في عصرنا الحالي، وهو أمر لم يكن قد حدث قبلا، فرض بذل مزيد من الجهد، وأثار حوارا واسعا لم يكن مطروحا في الماضي، لأن الواقع الذي كان يحكم المرأة، كان واقعا ساكنا، لا تتمتع فيه المرأة بأية حرية، ولا تواجهه أية تحديات تفرض عليه التفكير في الاتجاه الآخر.
وليس معنى ذلك أن هذه الرؤية العادلة لشخصية المرأة سببها السعي لإرضاء الآخرين، ولكن بروز تحديات معاصرة، فرض التفكير فيها على هذا النحو؛ فالإنسان، لا يتحسس عادة المشاكل إلا عندما يعيشها في حياته، ولا يفكر فيها بشكل عميق وشامل إلا عندما تفرض نفسها عليه إن هذا النوع من أنواع الإثارة الفكرية والاجتماعية حول قضايا المرأة، هو ما دفع كثيرين للتفكير في هذا الاتجاه، مما ساعد على تصحيح النظرة إليها " (1).
وقفة قصيرة ونقول:
1 - إن هذه الإهانات موجهة إلى علماء الدين. وهي تؤثر - ولا شك - سلبا على سمعة ديننا ومجتمعنا، فلا بد إذن من مطالبة هذا البعض بأن يسمي لنا من يعرفهم من علماء ديننا الذين ينظرون للمرأة نظرة دونية، ويعتبرون دونيتها هذه من القدر الإلهي، فان إطلاق اتهامات بهذا المستوى من الخطورة في حق حماة الدين وأعلامه لا يمكن أن يقبل من أي كان إلا بالشاهد الظاهر، والدليل القاطع لأي ريب أو شك.
2 - ما معنى التعريض بل التصريح بعدم وجود نظرة عادلة للمرأة قبل هذا العصر، بل اعتبر أن النظرة لها قد تأثرت إلى حد بعيد بالمفاهيم الجاهلية.. فأي مفهوم جاهلي - بالتحديد قد أثر في نظرة علماء المسلمين إلى المرأة في السابق؟!.