وما لا يعقل بفعل التغليب، وبذلك جاء القرآن الكريم: (والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه، ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع) (1). قال إن الغالب المستفيض في كلام العرب ما وصفنا، ولكننا لا نعتبر الغلبة في مثل هذا - لو ثبتت - لغة مرجوحة أو غير فصيحة، لان القرآن نزل بذلك في الآية المتقدمة مما يوحي بأنها لغة مألوفة معتبرة؛ ولعل ذهاب ابن عباس - فيما روي عنه - يقرب ما ذكرناه بأنه أعرف بكلام العرب من المتأخرين الذين عرفوه بالنقل، بينما كانت معرفته له بالسماع والممارسة " (2).
وقفة قصيرة 1 - إن هذا البعض يفسر الأسماء التي علمها الله سبحانه لآدم (ع) بأسماء الموجودات العاقلة وغيرها، ناسبا هذا التفسير للروايات المستفيضة عن أهل البيت (ع) وغيرهم، ولم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى الروايات التي تقول: إن الأسماء التي علمها الله لآدم هي أسماء الأئمة والحجج على الخلق، مع أنها أقرب إلى الاعتبار وأصح سندا (3)، وهي مروية عن الإمام السجاد؛ والصادق؛ والعسكري عليهم السلام.
وقد ساق الحديث عن الروايات التي تفسر الآية بأسماء الموجودات بطريقة توحي أنها وحدها بين أيدينا، ولا يوجد سواها.
ثم ادعى أنها منسجمة مع جو الآيات، ومع مهمة الخلافة عن الله في الأرض.
مع أن الروايات التي ذكرت: أن المراد أسماء النبي والأئمة هي الأوفق بالسياق لا سيما مع ملاحظة قوله: (ثم عرضهم على الملائكة) حيث جاء بضمير (هم) في ( عرضهم) الذي يستعمل في الأساس للتعبير عن العقلاء.
فإرادة أسماء الموجودات من هذا الضمير تحتاج إلى تصرف في الضمير بادعاء انه قد أريد تغليب العقلاء من الجن والإنس والملائكة على غيرهم، إما للتشريف، أو لغير ذلك من أمور.