1 - إن قضيتهم مع علي لا تشبه قضية المرشح الذي ينافس مرشحا آخر.. بل هي بمثابة انقلاب عسكري، اعتمد أسلوب الضربة الخاطفة والموجعة، والتي صاحبها ارتكاب جرائم قتل وحرب، وانتهاك حرمات واقتحام بيوت، ومحاولة احراقها، وما إلى ذلك.
2 - إن احترام المرشح لزوجة منافسه، لا يعرف بالتكهن، والاحتمالات، بل يعرف بالممارسة، وبالموقف.. وقد رأينا من هؤلاء القوم شراسة وقسوة بالغة في تعاطيهم مع زوجة من يصفه هذا البعض ب (المنافس).!!
3 - ولنفترض أن المهاجمين كانوا يحبونها ويحترمونها. ولكن ذلك لم يمنعهم، إذ وقفت في وجههم، وهددت طموحاتهم، وظهر لهم أنها ستكون سببا في إفشال خطتهم - لم يمنعهم ذلك - من أن يعاملوها بقسوة وبعنف بالغ..
ومن الواضح: أن الملك عقيم لا رحم له ولا رحمة فيه، فان طالب الملك قد يقتل أخاه وأباه وولده من أجل الملك - وفي التاريخ شواهد كثيرة على ذلك.. وقد يحب الإنسان صديقه أكثر من حبه لنفسه، فإذا تعارض لديه الحبان، فان السوار لن يكون أحب إليه من المعصم. فسيكسر الف سوار، ولتسلم تلك اليد. كما يقول المثل المعروف.
674 - اعتراض المهاجمين على عمر بأن في البيت فاطمة يدل على محبتهم لها.
675 - اعتراضهم بوجود فاطمة في البيت دليل اجلالهم لها واحترامها.
676 - معنى: (إن في البيت فاطمة)، أنه كيف ندخل ونخوفها ونروعها.
يقول البعض:
" إن الذين اعترضوا على عمر، حين هدد بإحراق بيت الزهراء (ع) هم نفس الذين جاؤوا معه ليهاجموا البيت، فقالوا له: إن فيها فاطمة!! فقال: وإن.
واعتراضهم هذا يدل على أن للزهراء محبة في نفوسهم، وعلى أنهم يحترمونها، ويجلونها؛ لأن معناه: أن بنت رسول الله (ص) في البيت، فكيف ندخل عليها ونروعها ونخوفها ".
وقفة قصيرة ونطلب من القارئ الكريم، أن يقف عند النقاط التالية:
1 - ما هو الدليل على أن الذين قالوا لعمر: إن في البيت فاطمة كانوا من المهاجمين؟!.. فقد كان بيتها عليها السلام في مسجد النبي (ص)، فلعل