الحياة، وقد ورد هذا التعبير في آية أخرى وهي قوله تعالى: (لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك) (النساء: 162) (1).
وإذا كانت بعض الأحاديث قد تحدثت عن النبي محمد (ص) والأئمة (ع)، فإن ذلك وارد على سبيل أنهم أفضل المصاديق، لأن علم النبي مستمد من وحي الله، وإلهامه، كما أن علمهم مستمد من علم النبي (ص) وقد جاء في حديث النبي محمد (ص): (أنا مدينة العلم وعلي بابها (2)) وفي حديث الإمام علي (ع) قال: (علمني ألف باب من العلم، فتح لي كل باب ألف باب (3)).
وقال الإمام جعفر الصادق (ع) في ما روي عنه ما مضمونه: (حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله (ص)، وحديث رسول الله (ص) قول الله عز وجل).
وهؤلاء هم الصفوة العليا من الراسخين في العلم وممن أخذوا من العلم بقدر واسع (يقولون آمنا به) " (4).
وقفة قصيرة إن كلام هذا البعض يعطينا:
1 - إن هناك أناسا من غير أهل البيت (عليهم السلام) يملكون رسوخا في العلم بالمستوى الذي يستطيعون به أن يفهموا كتاب الله، ودينه، وشريعته، وحقائق الحياة الدالة على وجود الله وتوحيده..
ومن الواضح: أن هذا يخالف الأحاديث الصريحة في أن من يفهم القرآن فهما حقيقيا، وعميقا، وصحيحا هم - فقط - النبي (ص) وأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، دون كل أحد.
2 - إن هذا البعض يقول:
" إن أهل البيت (ع) هم أفضل المصاديق للراسخين في العلم.. "