الأولى: أن اسم الله دواء.
والثانية: أن ذكر الله شفاء.
وليس المراد بالاسم هنا لفظ كلمة الله سبحانه وتعالى، فإن الألفاظ لا قيمة لها بنفسها، ولا حقيقة لها بذاتها يمكن أن يترتب عليها أثر، وإنما حقيقة اللفظ وقيمته، بما يحكي عنه ويدل عليه.
فالأسماء إنما توضع لتشير إلى المسمى، وهي إن استحقت قيمة ما، فإن ذلك لا يعود إليها نفسها، وإنما تعود إلى المسمى الذي تدل، أو تشير أو تكشف، وتحكي عنه.
من هنا يتبين لنا أن الاسم - كاسم - لا حقيقة ذاتية له يمكن أن تترتب عليها الآثار. إذا، كيف يمكن أن نفسر قول علي بأن اسم الله تعالى تترتب عليه آثار كآثار الدواء أي كما أن الدواء له حقيقة ذاتية تتمثل في إشفاء الناس من بعض الأمراض التي هي في الأصل، موضوع لها، فهل اسم الله كاسم من قبيل هذا الدواء، أم أن الأمر مختلف؟ بالتأكيد، إن الأمر مختلف فإذا كان تناول جرعة من الدواء مع الماء يمكن أن يحدث الشفاء من المرض فإن إذابة اسم الله في كوب من الماء لا يمكن أن يحدث الشفاء، لأن الاسم متى ذاب لا تعود له حقيقة حتى حقيقة اللفظ المكتوب، كما ان الذي يذوب هو الحبر، وليس الاسم، وبالتالي إذا نسبنا أي فاعلية للإسم في هذه الحالة، إنما ستعود حقيقة وواقعا إلى الحبر، وإلى ما ليس له حقيقة ووجود وهذا محال " (1).
وقفة قصيرة ونقول:
1 - إن مما لا ريب فيه: أن المعوذتين نزلتا على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان (صلى الله عليه وآله) يعوذ بهما الحسن والحسين (عليهما السلام)، فللكلام الملفوظ تأثيره.. رغم أنه مجرد أصوات تصدر عن اللافظ، كما أن الصلاة هي مجرد ألفاظ وأصوات فلماذا لابد من الالتزام بهذه الألفاظ لكي تتحقق المعراجية للمؤمن، ولكي يسقط واجب الصلاة عن المكلف؟!.
2 - إن من الواضح أيضا: أن رسم القرآن في المصحف هو عبارة عن حبر وضع على الورق على طريقة معينة، فلماذا يحرم تنجيسه، ويحرم وضعه في مواضع