التهلكة، كما لو جرح الإنسان يده. وهكذا يندرج تحت هذا العنوان - أي حرمة الإضرار - التطبير، وضرب الظهور بالسلاسل، الذي يؤدي إلى الإدماء، أو ما يشبهه " (1).
ويقول:
" لو خرجت وأنت في حالة تعرق ولفحك الهواء البارد، فأصبت بالحمى، فحتى لو شفيت بعد يومين فهذا حرام، لأنه تعريض النفس للضرر، والإضرار بالنفس ظلم للنفس، وظلم النفس محرم (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ((النحل / 118). وعلى هذا الأساس، فنحن نقول: بأنه يمكن للإنسان أن يلطم بحسب ولائه، وبحسب محبته، لكن بشرط أن لا يكون اللطم مضرا بالجسد، بحيث يدمي الجسد، أو أنه يصيب رئة الإنسان، أو ما أشبه ذلك. " (2).
وقفة قصيرة ونقول:
إن هذا البعض يرى أن اللطم إذا لم يكن هادئا تخلف، وأن ضرب الظهر بالسلاسل والرأس بالسيف تخلف. ويحرم ذلك كله باعتباره إضرارا بالنفس.
ولكنه هنا يجيز الإضراب عن الطعام في مواجهة الظلم، من أجل المصلحة الإسلامية العليا، حيث يمكن أن يحقق ذلك مشروعا عاما يمنح الناس الكثير من النتائج الإيجابية في حياتهم..
بل هو يجيز الإضراب عن الطعام إضرابا انتحاريا يؤدي إلى التهلكة - إذا كان ذلك يحفظ الواقع كله من السقوط، ويعتبره نوعا من الجهاد، رغم أنه لا توجد معركة عسكرية -، لأن الجهاد قد يجعلك تضحي بنفسك في ساحة المعركة السياسية..
فهل لا يرى هذا البعض: أن مراسم كربلاء، وعاشوراء الإمام الحسين، واللطم، بل والتطبير في هذه المناسبة، يمكن أن يمنح الناس الكثير من النتائج الإيجابية في حياتهم؟! و أليس في ذلك مصلحة تغلب مفسدة الإضرار بالنفس؟!
بل هو يرى - فقط - فيه الناحية السلبية، من حيث إنه يضر بجسد الفرد، ويلحق به بعض الأذى بحسب زعمه..