الناقل ولكن امرئ في هذه الحياة نهج هو ناهجه.
تشيعه ان الكلام على تشيعه فرع تصحيح اعتقاده بالدين الاسلامي وقد مر ذلك وترجح صحة عقيدته الاسلامية وقد رجحنا في الجزء الأول كونه إسماعيليا وهو وان لم يكن من شرط كتابنا على هذا لاختصاصه بالامامية الاثني عشرية أو من شايع عليا ع قبل ظهور بعض الفرق الا اننا قد نذكر غيرهم ممن له نباهة وشأن في العلم والأدب ولكن يأتي فيما حكاه عن نفسه ما ربما ينافي ذلك من قوله فلا تقبله نفسي وكيف كان فقد نسب إلى التشيع والله أعلم بحاله وممن قال بتشيعه وانه ولد على فطرة التشيع والايمان القاضي نور الله في مجالس المؤمنين. وهو وان قيل عن كتابه بالفارسية شيعة تراش الا انه قد أقام امارات على ذلك من ملازمته الملوك الشيعة دون غيرهم أمثال آل بويه وعلاء الدولة بن كاكويه الديلمي واشتراطه الأفضلية في خليفة الله وثبوت النص والاجماع عليه خصوصا النص يشير إلى ذلك ما ذكره في نبوات كتاب الشفاء من أن رأس الفضائل فقه وحكمة وشجاعة ومن اجتمعت له معها الحكمة النظرية فقد سعد ومن فاز مع ذلك بالخواص النبوية كان أن يصير ربا انسانيا تحل عبادته بعد الله تعالى وهو سلطان العالم الأرضي وخليفة الله فيه إلى غير ذلك مما قد بالغ في اشتراطه في الخلافة مضافا إلى ما نقل عنه من قوله: علي بين الخلق كالمعقول بين المحسوس، كاد ان يصير ربا انسانيا الخ وان كان فيه سوء تعبير إلا أنه لم يقصد به معنى شيئا وقوله بان صفاته تعالى عين ذاته كما يأتي.
رأيه في علم الكيمياء عن الكشكول انه كان في أول امره ينكر علم الكيمياء وتعرض لابطاله كما هو حقه في كتاب الشفاء ولكنه في آخر الامر كتب رسالة في صحته سماها حقائق الاشهاد.
خبره مع أبي سعيد الصوفي في الروضات عن بعض مصنفات ملا احمد النراقي انه كان بين ابن سينا وبين الشيخ أبي سعيد بن أبي الخير الزاهد المتصوف المشهور مكاتبات ومراسلات تكلم كل منهما فيما كتبه على مشربه ومذاقه وعن تاريخ حمد الله المستوفي انهما تلاقيا في موضع فلما افترقا سئل كل منهما عن صاحبه فقال أبو سعيد ما انا أراه هو يعلمه وقال أبو علي ما انا اعلمه هو يراه اه ومرتبة الرؤية في المكاشفة أعلى من مرتبة العلم فقد اعترف كل منهما ان أبا سعيد أعلى مرتبة في المكاشفة.
مذهبه في ذات الله تعالى قال صاحب سلم السماوات في تتمة ما حكي عنه في الروضات:
ومذهبه كمذهب أرسطاطاليس وأكثر الحكماء المشائين ان حقيقة الواجب تعالى شانه وجود خاص متعين بذاته المقدسة وصفاته الكمالية التي هي عين ذاته مثل العلم والقدرة والحياة والإرادة اه.
مبدأ تحصيله إلى نهايته كتب تلميذه الجوزجاني المقدم ذكره جزأ في اخباره ذكر فيه ما حكاه ابن سينا عن نفسه في مبدأ تحصيله إلى نهايته وهو مذكور في عيون الأنباء وجملة منه وجدناه منقولا عن تلخيص الآثار وروضة الصفا وفي تاريخ الحكماء ونحن ننقله بطوله لما فيه من عبرة ومن نتائج مهمة للجد والاجتهاد تحث عليه وتدعو إليه قال عن تلخيص الآثار فلما بلغت سن التمييز اي نحو سبع سنين سلمت في بخارى إلى معلم القرآن ثم إلى معلم الأدب فكان كل شئ قرأ الصبيان على الأديب أحفظه والذي كلفني أستاذي كتاب الصفات وكتاب غريب المصنف ثم أدب الكاتب الكتاب ثم اصلاح المنطق ثم كتاب العين ثم شعر الحماسة ثم ديوان ابن الرومي ثم تصريف المازني ثم نحو سيبويه فحفظت تلك الكتب في نحو سنة ونصف ولولا تعويق الأستاذ لحفظتها في دون ذلك هذا مع حفظي وظائف الصبيان في المكتب وعن روضة الصفا: وكان أبوه بعد فراغه من الاشغال الديوانية يطالع في كتاب اخوان الصفا وكذا أبو علي في بعض الأحيان اه وفي عيون الأنباء عن الجوزجاني عن ابن سينا انه قال: لما انتقلنا من أفشنة إلى بخارى أحضرت معلم القرآن ومعلم الأدب وما أكملت العشر من عمري حتى تعلمت القرآن وكثيرا من الأدب حتى كان يقضي مني العجب. ومراده بالكثير من الأدب ما مر ذكره عن تلخيص الآثار من النحو والصرف واللغة والشعر ففي النحو كتاب سيبويه وفي الصرف تصريف المازني وفي اللغة كتاب العين للخليل وكتاب الصفات وغريب المصنف وأدب الكاتب واصلاح المنطق وفي الشعر ديوان الحماسة وديوان ابن الرومي. فانظر كيف كان الاعتناء باللغة العربية في إيران قال: وكان أبي ممن أجاب داعي المصريين ويعد من الإسماعيلية وقد سمع منهم ذكر النفس والعقل على الوجه الذي يقولونه ويعرفونه وكذلك أخي وكانوا ربما تذاكروا بينهم وانا أسمعهم وأدرك ما يقولونه ولا تقبله نفسي وابتدأوا يدعونني إليه ويجرون ذكر الفلسفة وحساب الهند ولم يذكر ان نفسه قد قبلته بعد ذلك وهذا قد ينافي ما قيل من أنه كان إسماعيليا) قال: ووجهني أبي إلى رجل في بخارى كان يبيع البقل يسمى محمود المساح ويعرف حساب الهند والجبر والمقابلة لا تعلمه منه وكنت اشتغل بالفقه وأتردد فيه إلى إسماعيل الزاهد وكنت من أجود السالكين وقد ألفت المطالبة ووجوه الاعتراض على المجيب على الوجه الذي جرت عادة القوم به. وعن تلخيص الآثار: ثم شرعت في الفقه فلما بلغت 12 سنة كنت أفتي في بخارى على مذهب أبي حنيفة قال ثم جاء إلى بخارى أبو عبد الله الناتلي (1) وكان يدعى المتفلسف وانزله أبي دارنا رجاء تعلمي منه فبدأت اقرأ عليه بكتاب ايساغوجي ولما ذكر لي حد الجنس انه هو المقول على كثيرين مختلفين بالنوع في جواب ما هو اخذت في تحقيق هذا الحد بما لم يسمع بمثله وتعجب مني كل العجب وحذر والدي من شغلي بغير العلم وكان اي مسالة قالها لي أتصورها خيرا منه حتى قرأت ظواهر المنطق عليه واما دقائقه فلم يكن عنده منها خبرة ثم اخذت اقرأ الكتب على نفسي وأطالع الشروح حتى أحكمت علم المنطق وكذلك كتاب أقليدس فقرأت من أوله خمسة أشكال أو ستة عليه ثم توليت بنفسي حل بقية الكتاب بأسره ثم انتقلت إلى المجسطي ولما فرغت من مقدماته وانتهيت إلى الاشكال الهندسية قال لي الناتلي تول قراءتها وحلها بنفسك ثم أعرضها علي لابين لك صوابه من خطئه وما كان الرجل يقوم بالكتاب واخذت أحل فكم من شكل ما عرفه إلى وقت ما عرفته عليه وفهمته إياه ثم فارقني الناتلي متوجها إلى كركانج واشتغلت بقراءة