أقوال غيرنا فيه.
في الرياض: قال الشيخ الجليل ابن عبد البر الأندلسي المالكي في رسالة فقهاء الأمصار ان الربيع بن خثيم كان من أصحاب عبد الله بن مسعود وقد غلبت عليها لعبادة ولم يكن له كثير فتوى وقال سبط ابن الجوزي الحنبلي في كتاب صفوة الصفوة ما حاصله ان الربيع بن خثيم الثوري يكنى بأبي زيد وانه قد انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين ومنهم الربيع بن خثيم صاحب عبد الله بن مسعود وغيره وان الربيع بن خثيم المذكور توفي بالكوفة في ولاية عبيد الله بن زياد سنة 62.
وقال السمعاني الشافعي في كتاب الأنساب اما أبو زيد الربيع بن خثيم الزاهد الثوري التميمي الكوفي فهو من ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر من أهل الكوفة من الزهاد الثمانية وذكره مشهور في الكتب واخباره في الزهد والعبادة أشهر من أن تحتاج إلى الاغراق في ذكرها يروي عن ابن مسعود وروى عنه أهل الكوفة مات بعد قتل الحسين ع سنة 63 وقال الذهبي في كتاب كاشف الرجال الربيع بن خثيم أبو يزيد الثوري يروي عن ابن مسعود وأبي أيوب يعني الأنصاري ويروي عنه الشعبي وإبراهيم ورع قانت مخبت رباني حجة مات قبل السبعين وفي الرياض يظهر من كاشف الرجال انه يروي عنه كثيرا جميع مشايخ العامة لا سيما أكثر أصحاب الصحاح الستة وعلمائهم المعروفين كالبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة القزويني ولم يرو عنه أبو داود السجستاني في سننه أصلا ولا مالك في الموطأ وقال ابن حجر في التقريب الربيع بن خثيم بن عائذ بن عبد الله الثوري الكوفي ثقة عابد مخضرم من الثامنة قال له ابن مسعود لو رآك رسول الله ص لأحبك مات سنة 61 وقيل 63 وقال بعض أصحاب الحواشي عليه 62 وكذا قال غيره اه الرياض وأراد بالثانية أي من الذين جاء في مدحهم تأكيد بصيغة أفعل التفضيل مثل أوثق الناس أو بتكرير لفظ ثقة أو قيل فيه فقيه حافظ كذا قال في أول كتابه وفي طبقات القراء للجزري تابعي جليل وردت عنه الرواية في حروف القرآن اخذ القراءة عن عبد الله بن مسعود عرض عليه أبو زرعة بن عمرو بن جرير قال له عبد الله بن مسعود لو رآك محمد ص لأحبك وما رأيتك الا ذكرت المخبتين اه وحكى عن شيخه أبي وائل أنه قيل له أيكما أكبر أنت أو الربيع بن خثيم قال انا أكبر منه سنا وهو أكبر مني عقلا وقال الشعبي كان من معادن الصدق وقال ابن معين لا يسأل عن مثله وقال منذر الثوري شهد مع علي صفين اه والأصح انه لم يشهدها.
اخباره في الزهد والعبادة وخوف الله تعالى قال الزمخشري في الكشاف في تفسير قوله تعالى في سورة الزمر وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون: عن الربيع بن خثيم الزاهد انه كان قليل الكلام فأخبر بقتل الحسين ع فقالوا الآن يتكلم الربيع بن خثيم فما زاد على أن قال آه أوقد فعلوا وقرأ هذه الآية أنه قال قتل من كان يجلسه رسول الله ص في حجره ووضع فاه على فيه اه. وفي كشكول البهائي ان الربيع كان قليل الكلام على النحو الذي ذكر في بعض الكتب المعتبرة أنه في مدة عشرين سنة لم يتكلم بكلمة راجعة إلى أمور الدنيا سوى أنه قال يوما لبعض تلاميذه هل في قريتكم مسجد قال نعم قال أبوك حي أم ميت ثم ندم بعد هذين السؤالين وخاطب نفسه وقال يا ربيع قد سودت صحيفتك ثم لم يتكلم بعدها بشئ راجع إلى الدنيا إلى أن استشهد الحسين ع فجاء إليه رجل وقال يا ربيع قتل ابن رسول الله فلم يتكلم إلى أن جاءه رجل آخر أخبره بقتله فلم يتكلم إلى أن جاء رجل آخر اخبره بقتله فبكى الربيع ثم قال اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ثم لم يتكلم مدة حياته في أمور الدنيا وقال صاحب الكشاف لما جاءه خبر قتل الحسين ع قال الناس الآن يتكلم الربيع فلم يزد على قوله آه أوقد فعلوا ثم تلا الآية.
وفي تذكرة الخواص لسبط بن الجوزي: قال الزهري لما بلغ الربيع بن خثيم قتل الحسين بكى وقال لقد قتلوا فتية لو رآهم رسول الله ص لأحبهم أطعمهم بيده وأجلسهم على فخذه وذكره ابن سعد أيضا اه وذكر أبو القاسم القشيري في رسالته المشهورة أنه لما توفي الربيع قالت جارية كانت تجاوره لأبيها كنت أرى عمودا على سطح جيراننا كل ليلة وصار لي مدة لا أراه فقال لها يا بنية ليس ذلك عمودا هذا رجل صالح كان في جوارنا يقوم كل ليلة للعبادة وقد توفي اه وروى الطبرسي في جمع الجوامع عن الربيع بن خثيم ان ابنته قالت له ما لي أرى الناس ينامون ولا أراك تنام فقال يا بنتاه أن أباك يخاف البيات وفي الرياض حكي عنه أنه قال لا يقولن أحدكم استغفر الله وأتوب إليه فيكون ذنبا وكذبا ولكن ليقل اللهم اغفر لي وتب علي يعني أن معنى التوبة الاقلاع عن الذنب فمن قال أتوب إلى الله ولم يقلع عن الذنوب فهو كاذب وعن خلاصة الأذكار للفيض في باب الاستغفار: يعني إذا استغفر عن قلب لاه لا يستحضر طلب المغفرة ولا يلجأ إلى الله بقلبه فيكون ذلك ذنبا وإذا قال أتوب إليه ولم يتب فذلك كذب واعترض صاحب الرياض على ذلك بان هذا الاستغفار قد وقع في الأدعية وغيرها المأثورة عن الرسول ص وأهل بيته ع بما لا يعد ولا يحصى وأقول ان كان قصد الربيع المبالغة في الاقلاع عن الذنوب لم يكن عليه اعتراض. وقال الغزالي في الباب السادس من الكتاب العاشر من إحياء العلوم ان الربيع بن خثيم حفر في داره قبرا وكان إذا وجد في قلبه قساوة دخل فيه واضطجع ومكث ما شاء الله ثم يقول رب ارجعوني لعلي أعمل صالحا فيما تركت يرددها ثم يرد على نفسه يا ربيع قد رجعناك فاعمل.
وعن مصباح الشريعة للشيخ أبي الحسن سليمان بن الحسن الصهرشتي من مشاهير تلاميذ شيخ الطائفة ان الربيع كان يضع قرطاسا بين يديه فيكتب ما يتكلم به ثم يحاسب نفسه في عشيته ما له وما عليه ثم يقول آه نجا الصامتون. وعن جامع التمثيل حكي عن الربيع بن خثيم أنه كان معه دائما دواة وقلم وكاغد من الصبح إلى المغرب وكلما فعله أو قاله يكتبه في ذلك الكاغد إلى ما بعد صلاة العشاء ثم ينظر فيه فما كان طاعة شكر الله عليه وما كان معصية تاب إلى الله منه ويقول آه نجا الصادقون وانا وقعت في العذاب بعملي وفي كشكول البهائي قيل للربيع بن خثيم ما نراك تغتاب أحدا فقال لست لنفسي راضيا فأتفرغ لذم الناس ثم أنشد:
لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها * لنفسي في نفسي عن الناس شاغل ولما رأت أم الربيع ما يلقى من البكاء والسهر قالت يا بني لعلك قتلت قتيلا قال نعم يا أماه قالت ومن هو حتى نطلب إلى أهله فيعفوا عنك فوالله لو يعلمون ما أنت فيه لرحموك وعفوا عنك.
وفي كشكول البهائي أيضا ان الربيع بن خثيم كان يبكي كثيرا ويبيت