تلاميذه في تهذيب التهذيب: وعنه عبد الملك بن عمير وأبو مالك الأشجعي والشعبي ونعيم بن أبي هند ومنصور بن المعتمر وعمرو بن هرم وهلال مولاه وحصين بن عبد الرحمن وغيرهم اه وزاد في تاريخ بغداد: حميد بن هلال ومحمد بن علي وإبراهيم بن مهاجر.
ربعي بن عبد الله بن الجارود بن أبي سبرة الهذلي أبو نعيم بصري سبرة عن تقريب ابن حجر بفتح المهملة وسكون الموحدة قال النجاشي ثقة روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع وصحب الفضيل بن يسار وأكثر الأخذ عنه وهو الذي روى حديث الإبل اخبرني أحمد بن علي بن نوح حدثني فهد بن إبراهيم حدثنا محمد بن الحسن حدثنا محمد بن موسى الحرشي حدثنا ربعي بن عبد الله بن الجارود سمعت الجارود يحدث قال كان رجل من بني رباح يقال له سحيم بن أثيل نافر غالبا أبا الفرزدق بظهر الكوفة على أن يعقر هذا من إبله مائة وهذا من إبله مائة إذا وردت الماء فلما وردت الماء قاموا إليها بالسيوف فجعلوا يضربون عراقيبها فخرج الناس على الحميرات والبغال يريدون اللحم وعلي ع بالكوفة فجاء على بغلة رسول الله ص إلينا وهو ينادي يا أيها الناس لا تأكلوا من لحومها فإنما أهل بها لغير الله. وله كتاب رواه عنه عدة من أصحابنا رحمهم الله منهم حماد بن عيسى أخبرنا الحسين بن عبد الله حدثنا علي بن محمد حدثنا حمزة حدثنا الحسن بن متبل حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن ربعي بكتابه. وذكر أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن بابويه كتاب الراهب والراهبة رواية محمد بن الحسن عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد في فهرسته وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع فقال ربعي بن عبد الله بن الجارود العبدي البصري أبو نعيم وفي الفهرست ربعي بن عبد الله بن الجارود له أصل أخبرنا به الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان والحسين بن عبد الله عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه عن أبيه عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن سعد بن عبد الله والحميري ومحمد بن يحيى وأحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن ربعي وأخبرنا الحسين بن عبد الله عن الحسن بن حمزة العلوي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن ربعي. ورواه ابن أبي عمير عن ربعي ابن عبد الله. وقال الكشي قال محمد بن مسعود سألت أبا محمد عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي عن ربعي بن عبد الله فقال هو بصري هو ابن الجارود ثقة اه.
ثم إن خبر الإبل قد رواه المؤرخون بنحو آخر ففي وفيات الأعيان في ترجمة الفرزدق همام بن غالب كان أبوه غالب من جلة قومه وسوراتهم وله مناقب مشهورة ومحاسن مأثورة منها انه أصاب أهل الكوفة مجاعة وهو بها فخرج أكثر الناس إلى البوادي فكان هو رئيس قومه وكان سحيم بن وثيل الرياحي رئيس قومه واجتمعوا بمكان يقال له صوأر بوزن جعفر في أطراف السماوة من بلاد كلب على مسيرة يوم من الكوفة فعقر واهدى إلى قوم من بني تميم لهم جلالة جفانا من ثريد ووجه إلى سحيم جفنة فكفاها وضرب الذي جاءه بها وقال انا مفتقر إلى طعام غالب إذا نحر هو ناقة نحرت انا أخرى فوقعت المنافرة بينهما وعقر سحيم لأهله ناقة فلما كان من الغد عقر لهم غالب ناقتين فعقر سحيم لأهله ناقتين فلما كان اليوم الرابع عقر غالب مائة ناقة آخر الدواء الكي فلم يكن عند سحيم هذا القدر فلم يعقر شيئا فلما انقضت المجاعة ودخل الناس الكوفة قال بنو رياح لسحيم جررت علينا عار الدهر هلا نحرت مثلما نحر وكنا نعطيك مكان كل ناقة ناقتين فاعتذر أن أبله كانت غائبة وعقر ثلاثمائة ناقة وكان ذلك في خلافة علي بن أبي طالب فاستفتي في حل الأكل منها فقضى بحرمتها وقال هذه ذبحت لغير مأكله ولم يكمن المقصود منها الا المفاخرة والمباهاة فألقيت لحومها على كناسة الكوفة فأكلتها الكلاب والعقبان والرخم وهي قصة مشهورة وعمل فيها الشعراء فأكثروا قال جرير يهجو الفرزدق:
تعدون عقر النيب أفضل مجدكم * بني ضوطرى لولا الكمي المقنعا وقال المجلي أخو بني قطن بن نهشل:
وقد سرني أن لا تعد مجاشع * من المجد الأعقر ناب بصوأرا اه. وفي هذه القصة أمور أولا ان فعل غالب كان موافقا للكرم والشهامة وان فعل سحيم ابان عن جهل وجلافة فغالب اهدى إليه جفنة كرامة له فأكفأها وضرب الآتي بها ولا يأبى الكرامة إلا لئيم وإن كان أنف من فعل غالب وحسده على هذه الكرامة فكان عليه ان يقبل الهدية ويفعل مثلما فعل غالب أو أحسن ويهدي إليه كما اهدى له أو أحسن لو كان ممن يعقل ثانيا الذين تناولوا الفرزدق وعشيرته بالذم لأجل هذه القصة ما هم إلا من الشعراء الذين يتبعهم الغاوون ويصورون الحسن بصورة القبيح وبالعكس ثالثا ما جاءت من نهي أمير المؤمنين ع عن أكل لحومها معللا بأنه أهل بها لغير الله ينبغي حمله على المبالغة في النهي عن المنكر من اتلاف المال والتبذير لغير مصلحة بل لمجرد المفاخرة والمنافرة وأتباع أفعال الجاهلية مما يؤدي إلى مفاسد عظيمة والى الحروب وإراقة الدماء المحتدمة فأراد أمير المؤمنين ع من النهي عن أكل لحومها المبالغة في الزجر عن مثل ذلك أن لحمها صار محرما بمنزلة لحم الميتة فان الاهلال لغير الله هو ذبحها للأوثان والأصنام وذكر أسمائها عليها عند الذبح دون اسم الله تعالى اما مجرد ذبحها للمفاخرة لا لوجه الله تعالى مع ذكر اسم الله عليها عند الذبح فلا يجعلها لحمها حراما والحاصل أن أمير المؤمنين ع نهى عن أكل لحومها وان كان أكلها مباحا لمصلحة في هذا النهي وهي التشديد في النهي عن مثل هذا الفعل وان لزم من ذلك اتلاف مال مباح لكون المصلحة في النهي أهم من المفسدة في اتلاف المال المباح والله أعلم.
وفي تهذيب التهذيب وضع عليه رمز بخ د إشارة إلى أنه أخرج حديثه البخاري وأبو داود وقال ربعي بن عبد الله بن الجارود بن أبي سبرة الهذلي البصري قال ابن معين صالح وقال أبو حاتم صالح الحديث وقال النسائي ليس به باس وقال الدارقطني لا باس به وذكره ابن حبان في الثقات.
مشايخه وتلاميذه في تهذيب التهذيب روى عن جده وعمرو بن أبي اللجلاج وسيف بن وهب وعنه خالد بن الحارث ويزيد بن هارون وعبد الله بن رجاء الغداني وأبو سلمة ومسدد ويحيى بن يحيى النيسابوري.