أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري وقال إنك لتهنأ بقتيل لو كان رسول الله ص حيا لعزي فيه وخرج وهو يقول يا بني طاهر البيتين إلى آخر الأبيات قال وكان قتل يحيى في أيام المستعين سنة 250 فجعل ذلك بالكوفة وأبو الفرج والمسعودي جعلاه في بغداد وهو صواب وقال الطبري في تاريخه في الجزء 11 في حوادث سنة 252 فيها لثمان خلون من شعبان حمل بأمر المعتز جماعة من الطالبيين إلى سامراء وحمل معهم أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري وكان السبب في ذلك أن طالبيا شخص من بغداد في جماعة إلى ناحية الكوفة وكانت من عمل أبي الساج فامر محمد بن عبد الله بن طاهر أبا الساج وكان ببغداد بالشخوص إلى عمله بالكوفة فلقي أبو هاشم الجعفري وجماعة أبا الساج وكلموه في امر الطالبي فقال لهم قولوا له يتنحى عني ولا أراه واستخلف أبو الساج على الكوفة رجلا يسمى عبد الرحمن وكان المعتز ولي الكوفة محمد بن جعفر الطالبي فعاث في نواحيها فاحتال عليه عبد الرحمن وقبض عليه وأرسله إلى بغداد فامر المعتز بحمله وجماعة فيهم داود بن القاسم إلى سامراء كان داود اتهم بممالاة الطالبي فودع أبو هاشم أهله وخرج وقيل إن جماعة قالوا للمعتز انك ان كتبت إلى ابن طاهر في حمل داود بن القاسم لم يحمله فاكتب إليه انك تريد توجيهه إلى طبرستان لاصلاح ارض فحمل على هذا السبيل ولم يعرض له بمكروه.
اخباره مع الأئمة ع ورواياته عنهم قد مر انه كان عظيم المنزلة عند الأئمة وانه شاهد خمسة منهم.
الرضا والجواد والهادي والعسكري وصاحب الزمان وروى عنهم كلهم وعن مناقب ابن شهرآشوب انه رأى خمسة منهم ع وعن المجلسي في البحار ما يتضمن انه رأى صاحب الزمان ع وفي معالم العلماء انه شاهد جماعة من الأئمة ع. وله روايات كثيرة عن كل واحد من الأئمة الخمسة يتضمن جلها كرامات ومعجزات لهم ع ولأجلها نسب إلى الارتفاع في مذهبه والغلو رواياته عن الرضا ع روى الصدوق في العيون والتوحيد روايات كثيرة عنه عن الرضا ع ومن ذلك يعلم أنه شاهده وأدركه.
اخباره مع أبي جعفر الثاني محمد بن علي الجواد ع ورواياته عنه روى الكليني في الكافي بسنده عن داود بن القاسم الجعفري قال دخلت على أبي جعفر ع ومعي ثلاث رقاع غير معنونة واشتبهت علي فاغتممت فتناول إحداهن وقال هذه رقعة ريان بن شبيب ثم تناول الثانية فقال هذه رقعة فلان فقلت نعم فبهت انظر إليه فتبسم واخذ الثالثة فقال هذه رقعة فلان فقلت نعم جعلت فداك فأعطاني ثلاثمائة دينار امرني ان احملها إلى بعض بني عمه وقال اما انه سيقول لك دلني على حريف يشتري لي بها متاعا فدله عليه قال فاتيته بالدنانير فقال لي يا أبا هاشم دلني على حريف يشتري لي متاعا فقلت نعم قال أبو هاشم ودخلت معه ذات يوم بستانا فقلت له جعلت فداك اني مولع بأكل الطين فادع الله لي فسكت ثم قال لي بعد أيام ابتداء منه يا أبا هاشم قد اذهب الله عنك اكل الطين قال أبو هاشم فما شئ أبغض إلي منه اليوم.
اخباره مع الهادي والعسكري ع عن الخرائج والمناقب وإعلام الورى بسنده عن ابن عياش من كتاب اخبار أبي هاشم عنه انه قال ما دخلت على أبي الحسن وأبي محمد ع الا رأيت منهما دلالة وبرهانا.
اخباره مع الهادي ع عن مناقب ابن شهرآشوب انه كان من ثقات أبي محمد ع وروى الصدوق في الأمالي عن أحمد بن أبي القاسم عن أبي هاشم الجعفري قال أصابتني ضيقة شديدة فصرت إلى أبي الحسن علي بن محمد ع فاذن لي فلما جلست قال يا أبا هاشم اي نعم الله عليك تريد ان تؤدي شكرها فوجمت ولم أدر ما أقول فقال رزقك الله الايمان فحرم به بدنك على النار ورزقك العافية فأعانتك على الطاعة ورزقك القنوع فصانك عن التبذل يا أبا هاشم انما ابتدأتك ان تشكو إلي من فعل بك هذا وقد أمرت لك بمائة دينار فخذها.
وعن الخرائج: روي أن أبا هاشم كان منقطعا إلى أبي الحسن بعد أبيه أبي جعفر في جده الرضا ع فشكا إلى أبي الحسن ع ما يلقى من الشوق إليه إذا انحدر إلى بغداد إلى أن قال فادع الله ان يقويني على زيارتك فقال قواك الله يا أبا هاشم وقوى برذونك فكان أبو هاشم بعد ذلك يصلي الفجر ببغداد ويسير على برذونه فيدرك الزوال من يومه في عسكر سر من رأى. وروى الصدوق في اكمال الدين بسنده عن أبي هاشم الجعفري قال سمعت أبا الحسن صاحب العسكر يقول الخلف من بعدي ابني الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف فقلت لم جعلني الله فداك فقال لأنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه قلت فكيف نذكره قال قولوا الحجة من آل محمد ص.
وقال الراوندي في الخرائج عند ذكر معجزات الهادي ع: ومنها ما قال أبو هاشم الجعفري انه ظهر برجل من أهل سر من رأى برص فتنغص عيشه فأشار عليه أبو علي الفهري بالتعرض لأبي الحسن وان يسأله الدعاء فجلس له يوما فرآه فقام إليه فقال تنح عافاك الله وأشار إليه بيده تنح عافاك الله ثلاث مرات فانخذل ولم يجسر ان يدنو منه فانصرف ولقي الفهري وعرفه ما قاله قال قد دعا قبل ان تسأله فاذهب فإنك ستعافى فذهب وأصبح وقد برئ.
قال ومنها ما قال أبو هاشم الجعفري كان للمتوكل بيت فيه شباك وفيه طيور مصونة فإذا دخل إليه أحد لم يسمع ولم يسمع فإذا دخل علي ع سكتت جميعا فإذا خرج عادت إلى حالها.
وقال الطبرسي في إعلام الورى حدثنا أبو طاهر الحسين بن عبد القاهر الطاهري حدثنا محمد بن الحسين الأشتر العلوي قال كنت على باب المتوكل وانا صبي في جمع من الناس ما بين طالبي إلى عباسي إلى جندي وكان إذا جاء أبو الحسن ترجل الناس كلهم حتى يدخل فقال بعضهم لبعض لم نترجل لهذا الغلام وما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا سنا والله لا ترجلنا له فقال لهم أبو هاشم الجعفري والله لتترجلن له صاغرين إذا رأيتموه فما هو الا أن أقبل حتى ترجلوا أجمعين فقال أبو هاشم أليس زعمتم أنكم لا تترجلون فقالوا والله ما ملكنا أنفسنا حتى ترجلنا.
وفي حواشي مصباح الكفعمي عن الجعفري قال سمعت أبا الحسن