النصف من شوال سنة ثلاث من الهجرة على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وعمره 59 سنة.
وكان أسن من النبي ص بسنتين وقيل بأربع سنين وفي الاستيعاب الثاني لا يصح عندي لان الحديث الثابت ان حمزة وعبد الله بن عبد الأسد أرضعتهما ثويبة مع رسول الله ص الا ان تكون أرضعتهما في زمانين. وفي الدرجات الرفيعة: كان أخا رسول الله ص من الرضاعة، أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب بلبن ابنها مسروح وكان أسن من النبي بأربع سنين، قال ابن عبد البر في الاستيعاب: هذا يرد ما ذكر من تقييد رضاعة ثويبة بلبن ابنها مسروح إذ لا رضاع الا في حولين ولولا التقييد بذلك لأمكن حمل الرضاع على زمانين مختلفين وأجيب بامكان ارضاعها حمزة في آخر سنته في أول ارضاعها ابنها وارضاعها النبي ص في أول سنته في آخر ارضاعها ابنها فيكون أكبر بأربع سنين وقيل أكبر بسنتين.
اسمه في الجاهلية والاسلام حمزة والحمزة في اللغة الأسد كما في القاموس ويقال انه لحموز لما حمزه اي ضابط لما ضمه ومنه اشتقاق حمزة أو من الحمازة وهي الشدة كنيته أبو يعلى وأبو عمارة بولديه يعلى وعمارة لقبه أسد الله وأسد رسوله. في الدرجات الرفيعة: كان يدعى بذلك اه وفي كتاب لأمير المؤمنين علي ع إلى معاوية: ومنا أسد الله وأسد رسوله ومنكم أسد الاحلاف. وفي الإصابة: لقبه رسول الله ص أسد الله وسماه سيد الشهداء وفي الاستيعاب: كان يقال له أسد الله وأسد رسوله أبوه اسم أبيه شيبة الحمد واشتهر بعبد المطلب لان أباه هاشما لما توفي بغزة كان عند أمه بالمدينة فأبت أمه ان تسلمه إلى أعمامه فاتعد عمه المطلب معه على وقت يأتي فيه إلى المدينة ويأخذه خفية فجاء في الوقت المعين وأردفه خلفه فكان إذا سئل من هذا معك يقول هذا عبدي حتى اتى به مكة فاشتهر بعبد المطلب أمه في طبقات ابن سعد: أمه هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة. وفي الإصابة: هي بنت عم آمنة بنت وهب بن عبد مناف أم النبي ص وفي الاستيعاب: أمه وأم صفية وابنين آخرين هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة.
أولاده كان له من الولد يعلى وعمارة وبهما كان يكنى كما مر. وفي الدرجات الرفيعة: ولم يعقب واحد منهما وكان يعلى قد ولد خمسة رجال وماتوا كلهم من غير عقب وتوفي رسول الله ص ولكل واحد منهما أعوام ولم يحفظ لواحد منهما رواية وكانت له بنت يقال لها أم أبيها وقيل اسمها آمنة وكانت تحت عمران ابن أبي سلمة المخزومي ربيب رسول الله ص وهي التي ذكرت لرسول الله ص وقيل له لا تتزوج ابنة حمزة فإنها أحسن أو أجمل فتاة في قريش فقال إنها ابنة أخي من الرضاعة وان الله عز وجل قد حرم من الرضاع ما حرم من النسب ومضى في الجزء الثاني من هذا الكتاب في السيرة النبوية ان بعض المؤرخين زاد في الفواطم اللاتي اتى بهن علي ع من مكة يوم الهجرة فاطمة بنت حمزة وفي طبقات ابن سعد له من الولد يعلى وكان يكنى به وعامر درج وعمارة وقد كان يكنى به أيضا وامامة وأمها سلمى بنت عميس أخت أسماء بنت عميس الخثعمية وامامة التي اختصم فيها علي وجعفر وزيد بن حارثة وأراد كل واحد منهم ان تكون عنده فقضى بها رسول الله ص لجعفر من اجل ان خالتها أسماء بنت عميس كانت عنده وزوجها رسول الله ص سلمة ابن أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي وقد كان ليعلى بن حمزة أولاد عمارة والفضل والزبير وعقيل ومحمد درجوا فلم يبق لحمزة ولد ولا عقب اه وقد سماها صاحب الدرجات آمنة وابن سعد امامة فيوشك ان يكون الأول صحف اسمها ولعل اسمها فاطمة وامامة لقب كما أن الأول جعل زوجها عمران والثاني سلمة اخوته في الاستيعاب كان لعبد المطلب اثنا عشر ولدا وعبد الله أبو النبي ص ثالث عشر وبعضهم جعلهم عشرة وبعضهم تسعة عدا عبد الله ولم يختلفوا انه لم يسلم منهم الا حمزة والعباس اه اي لم يظهر اسلامه والا فأبو طالب كان مسلما يكتم اسلامه ليتمكن من نصر رسول الله ص اسلامه في الاستيعاب: أسلم في السنة الثانية من المبعث وقيل بل كان اسلامه بعد دخول رسول الله ص دار الأرقم في السنة السادسة من البعثة ولازم نصر رسول الله ص وهاجر معه وقد ذكر ابن إسحاق قصة اسلامه مطولة اه والقصة التي ذكرها ابن إسحاق هي هذه. قال ابن إسحاق: حدثني رجل من أسلم كان واعية ان أبا جهل مر برسول الله ص عند الصفا فأذاه وشتمه ونال منه بعض ما يكره من العيب لدينه والتضعيف لامره فلم يكلمه رسول الله ص ومولاة لعبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة في مسكن لها تسمع ذلك ثم انصرف عنه فعمد إلى ناد من قريش عند الكعبة فجلس معهم فلم يلبث حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ان اقبل متوشحا قوسه راجعا من قنص له وكان صاحب قنص يرميه ويخرج له وكان إذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة وكان إذا فعل ذاك لم يمر على ناد من قريش الا وقف وسلم وتحدث معهم وكان أعز فتى في قريش وأشد شكيمة. فلما مر بالمولاة وقد رجع رسول الله ص إلى بيته، قالت له يا أبا عمارة لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبي الحكم بن هشام، وجده ههنا جالسا فأذاه وسبه وبلغ منه ما يكره ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد. فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله به من كرامته فخرج يسعى لم يقف على أحد معدا لأبي جهل إذا لقيه ان يوقع به فلما دخل المسجد نظر إليه جالسا في القوم فاقبل نحوه حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه بها فشجه شجة منكرة، ثم قال أتشتمه؟
فانا على دينه أقول ما يقول فرد ذلك علي ان استطعت. فقامت رجال من