انساب السمعاني في المنشي: هذه النسبة إلى انشاء الكتب الديوانية والرسائل والمشهور بهذه النسبة الأستاذ أبو إسماعيل الحسين بن علي بن عبد الصمد المنشي الأصبهاني صدر العراق وشهرة الآفاق وذكر معه رجلا آخر.
وفي مرآة الجنان في حوادث سنة 514: فيها توفي الوزير مؤيد الدين الحسين بن علي الأصبهاني كاتب ديوان الإنشاء للسلطان محمد ابن ملكشاه كان من أفراد الدهر وحامل لواء النظم والنثر وهو صاحب لامية العجم.
وفي أمل الآمل: مؤيد الدين الحسين بن علي الأصبهاني المنشي المعروف بالطغرائي فاضل عالم صحيح المذهب شاعر أديب قتل ظلما وقد جاوز ستين سنة وشعره في غاية الحسن ومن جملته لامية العجم المشتملة على الآداب والحكم وهي أشهر من أن تذكر وله ديوان شعر جيد. وفي الرياض: الشيخ العميد الوزير مؤيد الدين فخر الكتاب أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الأصبهاني المنشي المعروف بالطغرائي الامامي الشهيد المقتول ظلما الشاعر الفاضل الجليل المشهور صاحب لأمية العجم التي شرحها الصندي بشرح كبير معروف وكان مشهورا بمعرفة علم الكيمياء ويعتقد صحة ذلك وله فيه تأليفه اه.
ولاشتهاره بعلم الكيمياء قيل عن لاميته المعروفة بلامية العجم انها رمز إلى علم الكيمياء وهو خيال فاسد كما قيل عن كتاب كليلة ودمنة مثل ذلك.
وفي تاريخ السلجوقية لعماد الدين محمد بن محمد الأصفهاني بعد ما ذكر مرض السلطان محمد ابن ملكشاه السلجوقي ما لفظه: واما الأستاذ أبو إسماعيل الطغرائي فإنهم لما لم يروا في فضله مطعنا ولا على علمه من القدح مكمنا أشاعوا بينهم انه ساحر وانه في السحر عن ساعد الحذق حاسر وان مرض السلطان ربما كان بسحره وانه ان لم يصرف عن تصرفه فلا امن من امره فبطلوه وعطلوه واعتزلوه وعزلوه اه.
قتله والسبب فيه عن العماد الكاتب في كتاب نصرة الفترة وعصرة الفطرة، وهو تاريخ الدولة السلجوقية ان الطغرائي كان ينعت بالأستاذ وانه كان وزير السلطان مسعود بن محمد السلجوقي بالموصل وانه لما جرى بينه وبين أخيه السلطان محمود المصاف بالقرب من همذان وكانت النصرة لمحمود فأول من أخذ الأستاذ أبو إسماعيل وزير مسعود فأخبر به وزير محمود وهو الكمال نظام الدين أبو طالب علي بن أحمد بن حرب السميرمي فقال الشهاب أسعد وكان طغرائيا في ذلك الوقت نيابة عن النصير الكاتب: هذا الرجل ملحد، يعني الأستاذ، فقال وزير محمود: من يكن ملحدا يقتل. فقتل ظلما وقد كانوا خافوا منه لاقبال محمود عليه لفضله فاعتمدوا قتله بهذه الحجة وكانت هذه الواقعة سنة 513 وقيل إنه قتل سنة 514 وقيل 518 وقد جاوز ستين سنة وقتل الكمال السميرمي الوزير المذكور الذي سعى بقتل الطغرائي يوم الثلاثاء سلخ صفر سنة 516 في السوق ببغداد عند المدرسة النظامية وقيل قتله عبد اسود كان للطغرائي لأنه قتل أستاذه بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين.
وقال الصفدي في شرح لامية العجم: أخبرني العلامة شمس الدين محمد بن إبراهيم بن مساعد الأنصاري بالقاهرة المحروسة ان الطغرائي لما عزم أخو مخدومه على قتله امر ان يشد إلى شجرة وان يوقف تجاه جماعة ليرموه بالسهام، ففعل ذلك به وأوقف انسانا خلف الشجرة من غير أن يشعر به الطغرائي، وأمره ان يسمع ما يقول، وقال لأرباب السهام: لا ترموه الا إذا أشرت إليكم، فوقفوا والسهام في أيدهم مفوقة لرميه فأنشد الطغرائي في تلك الحال هذه الأبيات:
ولقد أقول لمن يسدد سهمه * نحوي وأطراف المنية شرع والموت في لحظات أحور طرفه * دوني وقلبي دونه يتقطع بالله فتش في فؤادي هل يرى * فيه لغير هوى الأحبة موضع أهون له لو لم يكن في طيه * عهد الحبيب وسره المستودع فلما سمع ذلك رق له وأمر باطلاقه ذلك الوقت ثم إن الوزير عمل على قتله فيما بعد وقتل اه.
مؤلفاته المذكورة في معجم الأدباء 1 جامع الاسرار وتراكيب الأنوار في الأكسير 2 حقائق الاستشهادات في كشف الظنون بين فيه اثبات الصناعة ورد على ابن سينا في أبطالها بمقدمات من كتاب الشفاء والظاهر أنه غير الرد على ابن سينا الآتي وقد ذكرا معا في كشف الظنون 3 ذات الفوائد 4 الرد على ابن سينا في ابطال الكيمياء 5 مصابيح الحكمة ومفاتيح الرحمة.
في الرياض نسبه إليه صاحب كتاب المصباح في علم المفتاح الذي هو في ذلك العلم وذكر فيه ان الطغرائي قد استوفى في ذلك الكتاب الكلام على الدلائل السمعية والاخبار والآثار في ثبوت هذا العلم وعبر عنه في كشف الظنون بالمصابيح والمفاتيح وهذه الخمسة كلها في الكيمياء 6 ديوان شعره مطبوع بمطبعة الجوائب 7 الارشاد للأولاد مختصر في الأكسير مذكور في كشف الظنون.
أشعاره هو شاعر مجيد (1) وله ديوان شعر مطبوع بمطبعة الجوائب في الآستانة وينسب إليه أشعار كثيرة في مدح أهل البيت ع لا توجد في ديوانه وكأنها أسقطت منه.
لامية العجم ومن مشهور شعره قصيدته المعروفة بلامية العجم لأن ناظمها عجمي أصبهاني (2) نظمها ببغداد سنة 505 أولها:
أصالة الرأي صانتني من الخطل * وحلية الفضل زانتني لدى العطل وذلك في مقابلة لامية العرب للشنفري العربي التي أولها:
أقيموا بني أمي صدور مطيكم * فاني إلى قوم سواكم لأميل وكلاهما مشتمل على معان تعلم علو الهمة ومكارم الأخلاق، وروي علموا أولادكم لامية الشنفري فإنها تعلمهم مكارم الأخلاق ولا تعلموهم مقاطعة آل غسان. وقد شرح لامية العجم صلاح الدين بن ايبك الصفدي. وشرحها غير الصفدي حتى زادت شروحها على العشرة، كما عارضها وشطرها كثير من الشعراء وسارت أبياتها مسير الأمثال، وقال عنها إسماعيل مظهر وهو يتحدث عن شعر الطغرائي: ان في شعر